محمد بن عبدالله آل شملان
غرفتان في مطار الملك خالد الدولي، ومدينة الملك فهد الطبية هما ثمار مبادرة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، بالتعاون مع « مطارات الرياض» وشركة أرامكو ودعم من مجموعة الاتصالات السعودية، بهدف تحسين تجربة سفر الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، وتعزيز فرص تمكينهم ودمجهم في المجتمع.
الرقم في البدايات هو جميل ورائع ومتميز، لكنه بالتأكيد ليس بالكافي تماماً، فالنوعية أهم لمرتكز النقلة النوعية وإحراز التطلعات والأهداف للمرحلة الرائدة من خلال وضع الأساسات الحقيقية والتنظيمية لمعنى الممارسات العالمية المتميزة للعناية بذوي الإعاقة، من خلال قراءة المشهد وترتيب أدواته ومتابعة مخرجاته والانفتاح المثمر على قواعد رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة.
بعمل تخطيطي وجهد مبذول فريد تم تنفيذ عدد من الغرف الحسية في مطار الملك خالد الدولي ومدينة الملك فهد الطبية تم تدشين الأول منها في 24 فبراير 2021م والثاني منها في 21 مارس 2023م، وما زالت الطموحات والأمنيات في تنفيذ العديد من الغرف الحسية في المرافق الحكومية، وألا تكون مقتصرة على العاصمة «الرياض»، بل تشمل كل مناطق ومدن ومحافظات المملكة، وألا تكتفي المبادرة بالمطارات أو المدن الصحية فقط، بل يكون هناك توجه للاستفادة منها في كل المرافق الحكومية والخاصة.
خطوة محلية كبيرة ومهمة لمشروع الغرف الحسية في أكبر بلد داعم ومساند لبيئة ذوي الإعاقة الإيجابية، بعد أن تم تثبيت الوجود المرحلي - مما هو مبرمج له - بكل نجاح وثقة في منظومة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، عبر التواصل مع المنظمات الدولية والخبراء والمختصين، وخاصة الدول الأكثر تقدماً في رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة مثل هولندا والدنمارك، وكذلك حصول القيادات في مبادرة الغرف الحسية بالسعودية على التدريب والتعليم والتأهيل من قبل مؤسس مبدأ الغرف الحسية الهولندي «اد فرهل».
ليس هناك رجوع للخلف.. هيمنة المبادرات الفاعلة مستمرة لا محالة.. شرف خدمة ذوي الإعاقة وتعزيز فرص تمكينهم ودمجهم في المجتمع سيكون هو الطريق والمسار للأفضل والأجدر.
الأيادي الأمينة تنير روعة الكتابة عن مستقبل روعة الغرف الحسية، التي تتضمن وسائل التكنولوجيا الحديثة للاسترخاء، وهي تقنية جديدة تتم الاستفادة منها ضمن برامج العلاج والتدخل المبكر لذوي الإعاقة، وتحتوي على مجموعة من المحفزات والأدوات التي تساعدهم على تهدئة مزاجهم، فللقائمين عليها الشكر والعرفان.
مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعيش فترة منظمة تنسجم مع أهداف القيادة الرشيدة وتطلعاتها، وخطابه بالأقوال والأفعال مرتب وداعم لكل ذوي الإعاقة وكذلك أسرهم.