د.نايف الحمد
«بعد آخر مباراتين خاضها الفريق الهلالي كانت الأولى في دوري الأبطال أمام الفريق الأوزبكي في الرياض، والأخرى دورية في أبها أمام ضمك اللتين انتهيتا بالتعادل الإيجابي 1/1 تعالت أصوات بعض الهلاليين من مختلف الشرائح مطالِبة برأس المدير الفني للفريق جيسوس بحجة إخفاقه في توظيف طاقات مجموعة من اللاعبين الكبار أجانب ومحليين، وعدم ظهور الفريق بصورة مقنعة خلال مسيرة الفريق من بداية الموسم.
«انقسام واضح وكبير في أوساط الهلاليين بين مؤيد للاستقرار والقناعة التامة بالسيد جيسوس، وفئة أخرى ترى أن رحيله بات ضرورة، وبقاؤه لا يعدو كونه إهداراً للمزيد من الوقت وتضاؤل فرص الهلال في المنافسة على البطولات.
«في الحقيقة أنني لم أرَ في الهلال من قبل مثل هذه الحِدّة والانقسام والتباين الكبير في وجهات النظر حيال بقاء مدرب أو رحيله؛ رغم أن هذا الاختلاف قد حدث خاصة في السنوات الأخيرة مع جارديم ودياز وغيرهما من المدربين، لكن الطرح هذه المرّة اتسم بالتراشق الكبير في مشهد لم يعتد عليه الهلاليون ولم يكن من ثقافتهم.
«المحزن أن هناك من ركب الموجة من الهلاليين وصب الزيت على نار الانتقادات لتزداد رقعة تلك الاختلافات، نتفهم غضب الجمهور أو نقد الإعلام لكن الوضع تطور ووصل حتى للاعبي الهلال القدامى الذين يفترض فيهم دعم الفريق أو تقديم نقد يشرح حالة الفريق الفنية.. هنا سأضرب مثال في الأسطورة سامي الجابر وكذلك القائد فيصل ابو اثنين، فالأول قدم الدعم المتوقع للفريق من رمز من رموز الهلال، في حين اختار الثاني تقديم نقد فني موضوعي للمساهمة في تصحيح وضع الفريق، أما من اتجه لتقديم رسائل تسببت في إثارة البلبلة داخل أوساط المشهد الهلالي فعليهم مراجعة أنفسهم ؛ نثق بهم لكن عليهم أن يراعوا المصلحة العامة خاصة إذا كان الحديث يصدر من نجوم كبار لهم مكانة ويحظون بتقدير واحترام الهلاليين بكافة أطيافهم.
«من الواضح أن الفريق لا يقدم الأداء المتوقع منه خلال مسيرته هذا الموسم رغم أن النتائج مقبولة إلى حدٍّ ما، فالفريق لا يبتعد عن صدارة الدوري سوى بنقطة واحدة، أما الآسيوية فمشوارها مازال طويلاً، وللخروج من هذا النفق أرى أن الإدارة هي الجهة الأكثر قدرة على تقييم عمل المدرب وأمامها مسؤولية كبيرة في التحرك لتصحيح الوضع من خلال الاجتماع مع المدرب والحديث مع اللاعبين لمعرفة سبب تذبذب مستوى الفريق والهبوط الحاد في آخر مباراتين وعمل تقييم شامل لحاضر الفريق ومستقبله خلال هذا الموسم قبل اتخاذ قرار حاسم إما بتجديد الثقة في المدرب وإعلان ذلك بشكل واضح للاعبين والجماهير، أو اتخاذ القرار الأصعب برحيل المدرب واختيار اسم يتناسب مع قيمة ومكانة النادي.
نقطة آخر السطر
«من حق الجماهير الهلالية أن تبدي قلقها على الفريق، كما أن حق النقد مكفول وصحي حتى لو وصل لطلب إقالة المدرب، لكن لاتتخلوا عن أدبياتكم.. دعونا نختلف برقي كما هي عادة جماهير الزعيم التي تشرّبت أدبيات النادي وتقاليده .. كما أن الثقة في مسيري النادي لا تتجزأ وهم من صنعوا التاريخ مع الفريق؛ فامنحوهم الفرصة وادعموهم حتى يتمكنوا من اتخاذ القرار الأنسب لمصلحة الكيان الأزرق.