محمد بن علي بن عبدالله المسلم
رحم الله مؤسس هذا الكيان الكبير علي أسس سليمة ألا وهي العدل وهدف تنمية المواطن والوطن، تنمية سليمة تهدف إلى القضاء على الفقر والجهل والمرض، وهو هدف كبير وسبب من أسباب وصول هذا الكيان الكبير حتى أصبح أحد أعضاء مجموعة الـ 20 (الاقتصادية) وترتيبه الآن الـ 16 من بين هذه الكيانات الاقتصادية العالمية والتي تستحوذ على نحو 85% من التجارة الدولية. وتحقيق هذه الأهداف العظيمة لا يمكن أن تتحقق لولا متابعة ملوك هذا الكيان الكبير لتنفيذ سياسة وأهداف المؤسس -رحمه الله- ومتع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رائد الإصلاح الاقتصادي وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب رؤية 2030 حفظهم الله.
نحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ 93 لتأسيس هذا الكيان الكبير سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. والذي قال عنه خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- (اليوم الوطني اعتزاز بتاريخ الوطن ومنجزات يتباهى بها بين الأمم).
نعم نعتز بوطننا الأغلى في العالم وبتاريخه المضيء، وما حققه من منجزات جعلتنا في الصف الأول عالمياً: علميًا، صحيًا، اقتصاديًا وإنسانياً.
علميًا حققت المملكة تطورًا كبيرًا في التعليم وفي كل المجالات وأصبح لدينا جامعات من ضمن الـ100 مائة في العالم كجامعة الملك فهد للبترول وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوشت) وجامعة الملك سعود وغيرها من الجامعات التي خرجت علماء نفخر بهم، كما استفاد التعليم من البعثات الخارجية في المجالات العلمية المختلفة وآخر إنجازاتنا العلمية هو إرسال رائدي فضاء سعوديين للأبحاث العلمية.
ولا ننسى مع التطور العلمي التطور الصحي وصار لدينا أطباء سعوديون حققوا إنجازات علمية يفخر بها الوطن مثل أطباء فصل الأطفال السياميين، وكذلك الأعمال التي تكمل عمل المملكة في المجال الإنساني مثل الصندوق السعودي للتنمية الذي يعطي قروضا ميسرة لمشاريع التطوير والمساعدات غير المستردة بمليارات الريالات والمساعدات والإغاثة الإنسانية التي يقوم بها حالياً مشروع الملك سلمان للإغاثة والأعمال حتى أبريل 2030: عدد المشاريع 2528، التكلفة الإجمالية 6.5 مليار ريال وعدد الدول المستفيدة 93 دولة.
كما أظهرت جائحة كورونا مدى التطور الصحي بالمملكة والذي فاق دولاً متقدمة.
وحسب الرؤية 2030 هناك مشاريع قيد التنفيذ تتضمن طرقا للمواصلات العالمية مثل ممر الهند - أوروبا وطريق الحرير - أوروبا وأفريقيا، إضافة إلى مدن جديدة مثل نيوم و(ذا لاين)، البحر الأحمر، والقدية إضافة إلى مشروع السعودية الخضراء ومنها حديقة الملك سلمان. كما أنه صدر مؤخراً قرار بإنشاء مراكز لوجستية في أنحاء مختلفة من المملكة لتصبح بوابة النقل والشحن الجوي والبحري، ومدن صناعية ومناطق عبور حدودي بري وهذه المراكز ستؤدي -بإذن الله- إلى نقلة نوعية في اقتصادنا الوطني.
السياحة في المملكة بأنواعها: الدينية، العلمية، التراثية والتاريخية والترفيهية لها دور في رؤية 2030. فالمملكة لمكانتها التاريخية والدينية وتنوع مناخها فهي مهبط الوحي وبها الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة والتي يتوجه لها أكثر من مليار مسلم كل يوم 5 مرات في صلاتهم، والذي تشرفت حكومة خادم الحرمين الشريفين بخدمتهم ومنذ عهد المؤسس -رحمه الله- قامت بتطوير الخدمات التي يحتاجها المعتمر والزائر والحاج بمشاريع ضخمة جداً ومنها الطرق وقطار الحرمين وقطار المشاعر وسيصل عدد الزوار والمعتمرين والحجاج إلى 100 مائة مليون في العام.
كما تطورت وسائل النقل البحري والجوي لخدمة السياحة والاقتصاد.
لقد حققت المملكة قفزات سريعة (لكن متوازنة) في جميع المجالات بحمد الله وأصبحت المملكة عضوًا فاعلاً في السياسة الدولية بسبب سياستها الخارجية ومركزها الديني والجغرافي والتعاون في جميع المجالات ومع جميع الدول مع الأخذ في الاعتبار مصلحة المملكة. وفق الله القيادة لما فيه خير الوطن والمواطن وتحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله التي أعزها الله بالإسلام.
والله الموفق.