للأستاذ (عبده الأسمري) عطاء نوعي يُحمد له خلال زاوية تطلّ علينا على فترة من موادّه الأخرى، وابتداء أبسط خجلي أن أستعيض عن لغتنا مفردةً أعجمية، لكن شفيعها الذي أغراني عنوان زاوية الأستاذ (الأسمري) منحاه التعريف الذي يتناول به شخصية يضعها تحت الضوء، وإلا ففي لغتنا غنىً عن تلكم -العنوان-، يقوم بهذا كأعمالٍ من قلب وفيّ، أو هو الوفاء منه لأحد رجالات الوطن، ولعل أخيرهم وليس آخرهم، الوجيه (عبدالرحمن المشيقح).. في الجزيرة العدد 18413.
يقوم -أسعده المولى تعالى- بجمع ينمّ عن بذلٍ في {حق} الشخصيّة التي يرمِ تغطية جانبها الهام، وبالتحديد هو الداعي الذي شبه لازم على الأمّة ابدأ مقام وجاهة داعية للتعرّف بها عليه، ومن ذلك.. أقصد ما يقوم بتحبيره عنها بأسطر، ثم ما توحي به مادّته أنه وباسم الجميع (شكر) لتلكم ..كما وفي فحوى مادته هو «إقرار» باسمه ككاتب ومن خلفه أُمّته مما يخطّه بحق تلك الشخصية بتقريب لنا عنها و(القدر) الذي لازماً عليها إسداؤهُ لها، فالتعريف - هذا- لأنه ولربما يخفى بين جُنح انشغال يأخذ الغالب عن إزجاء وجهٍ مما تستحقّه تلكم رجالات الوطن، وكم للأسف يغيب الشكر في خضمّ مُعاسفتنا -لهوناً- إثر تتبع ولهاث دنيانا ومن ذاك الشكر.. والذي للأسف غالبه غائب ما أنشأ علي بن الجهم:
لَو كانَ لِلشُّكرِ شَخصٌ يَبينُ
إِذا ما تَأَمَّلَهُ الناظِرُ
لَبَيَّنتُ شُكرِيَ حَتّى تَراهُ
فَتَعلَمَ أَنّي اِمرُؤٌ شاكِرُ
وهو - الشاعر (زيادة معلومة) (1) عنه، صاحب البيت المشهور:
عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
لأن مما شك أن فعله هذا يُحمد عليه من جوانب قد لا ألمّ بها إن استقصيت بهذه العجالة (2)، ولكن لعل أهمها- تلكم الجوانب- ما نصّ عليه الفقهاء من فروض الكفاية، أي يحمل أحد أفرادها فعل ذلكم، ليسقط الاثم عن البقيّة.. وقد فعل (كاتبنا) ما قد يكون انفراداً منه بكسب هذه المزيّة، ولعله قصد أم لم يقصد على سواء.. قام بالتخفيف من وطء الملام عن إجمال الأمّة، إن هي قصّرت في هذا الجانب.. بجلاء عن أولئك، فضلاً عن شكرٍ همُ يستحقونه، أمام جزئيةٍ مما قدّموه لأمتهم أجل- أكرر-لعل كاتبنا الأسمري (..الألمعي) أُوتي صنعة ذلك كإلهام خُصّ به، بالذات بذله فيما يطرح في عرضٍ لأحد أولئك الأجلاء ممن أجملوا يوم حملوا كاهل الجمائل والحسن الذكر المعطى للوطن. فشكراً أخرى على أنه قام بهذه عنّا، وكأنه بلا قصد خفف مأثم التقصير بهذا الجانب بل وكأنه مخبراً لهم.. أننا حامدون وإن لم نقلها، بل وممتنون، وللعلم فالأخيرة من (المنّ) والتي تأتي على درجتين ..الأوّلى مذمومة، وهي:.. منّ تفضّل {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الحجرات 17 وهي مذمومة والأخرى محمودة: لعطاء غير مقطوع، أي بلا حدود - له-، وهذه وقفاً على كرم ربنا، التي وُصفت منه -سبحانه - {فلهم أجر غير ممنون} [التين - 6] أي : غير مقطوع عنهم، قال مجاهد -رحمه الله-: (غير ممنون) أي: غير محسوب وزاد بتقريب أغزر عنه أنه (.. عطاء غير مجذوذ [هود/108]، والـ»جذذ» الجذ: كسر الشيء وتفتيته (3)، ومنه قوله تعالى: {فجعلهم جذاذاً} [الأنبياء - 58]، قرأ الكسائي رحمه الله «جذاذاً « بكسر الجيم أي كسراً وقطعاً أبلغني الله وإياكم هذا النوع، وعافني وإياكم ممن أبتلي بالنوع الأوّل، سائلاً الله لأولئك -من أبتلي به - عنه تحوّل
إشارة...
بمناسبة عنوان مادة صاحبنا، فإنه يلزم- هنا - القول، كشروح، أن الـ»بروفيل» لفظ مشترك يقصد به: التصوير العرضي، أي أخذ صور جانبية(ملف تعريف ومعلومات المستخدِم الشخصية في مجتمعات الوب) فيما نجد أن (CV) إن هو إلا صورة هي أكثر تطورًا للـ Resume، لأنه /يتم إنشاؤه من قبل أصحاب الخبرة المتوسطة والمحترفة، بحيث يضم شرحا وافيا عن (حياة الفرد المهنية وما حقق فيها من تطور)..
1- أقتصد صنع هذا، عسى أن لم تغر مادتي أو هي مكررة!، أن تحمل إغراء آخر بما بين جنباتها من معلومات (أحاول) التقريب لها.
2- هناك عُرف شبه متفق عليه عند الصحافة ألا تزيد المادة عن الـ(400) كلمة.. لأنها- الصحافة- سيّارة، أي ليست تخصصا أودورية أو..!
3- ويقال لحجارة الذهب المكسورة، ولفتات الذهب: جذاذ.