حوار - عوض مانع القحطاني/ تصوير - فتحي كالي:
* بالإرادة والعزيمة والاحتساب وعدم اليأس يستطيع الإنسان مهما واجه من مصاعب وأحداث أن يبني مستقبله بكل اقتدار وثقة.
* اليأس والإحباط يولدان الفشل ولا يجعلانك تتحرك سواء الإنسان السوي أو المعاق.
* هناك نماذج من المعاقين استطاعوا أن يجدوا لأنفسهم بصمة في الحياة وساهموا في بناء الوطن واستفادوا من الإمكانات التي وفرتها الدولة وخدموا أنفسهم ومن حولهم.
«الجزيرة» تقدم في هذا اللقاء مع واحد من النجوم والنماذج الناجحة من مبتوري الأطراف السفلية.
* من هو ماجد العتيبي؟ إنه رئيس مجلس جمعية مبتوري الأطراف في المملكةأ أسس هذه الجمعية قبل 13 عاماً وجاءت هذه الفكرة بعد أن تعرض لحادث سيارة وأصيب ببتر في الأطراف السفلية من أثر ذلك الحادث.
** كيف حصل لك الحادث؟
- في 11-11-2011، كنت معلما في محافظة الدوادمي، طالع من المدرسة وذاهب إلى البيت وكنت أمشي بسرعة 180، بنشرت السيارة ودخلت في سياج الكبري وأصبحت في حالة غيبوبة شهرا كاملا، تم بتر الساقين من أثر هذا الحادث وأدخلت مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية على عدة مراحل للعلاج والتأهيل، بعد أن تم بتر الساقين استطاع مركز التأهيل تخفيف وزني والدعم النفسي وتعريفي كيف أتعامل مع الطرف الصناعي. جلست نحو 3 سنوات أتعالج في المدينة على فترات ووجدت علاجا جيدا.
** هل أنت متزوج؟
- نعم، أنا متزوج قبل الحادث بـ 6 أشهر والحمد لله لدي خمسة أبناء، أقود سيارتي وأذهب بأبنائي للمدارس وإلى المستشفى وحياتي أصبحت طبيعية وأقول: الصعود إلى القمة ما يحتاج إلى أقدام، بل يحتاج إلى عزيمة وإرادة والتوكل على الله.
** كيف تقضي أوقاتك مع أسرتك؟
- أنا أخصص جزءاً كبيراً من وقتي لمساعدة زوجتي في تربية أبنائي وتدريسهم وأعود إلى المنزل في المساء وأجلس مع أسرتي.. وبعد العشاء أخصص نحو ساعتين للمشي.. لأن أصحاب الأطراف السفلية.. خاصة الذين لديهم طرف صناعي يحتاجون إلى المشي للتكيف مع الطرف الصناعي المركب في أرجلهم.
** هل زادت حالات الإعاقة في المملكة؟
- نحن نلاحظ أن إعاقة البتر زادت في السنوات الأخيرة والأعداد في زيادة من الحوادث وإهمال السكري عند كثير من الناس.
** هل تؤثر الشفقة في المعاق؟
- أنا من واقع شخصي لا تهمني الشفقة.. الشفقة موجودة فينا كمسلمين.. بعض الشفقة تحبط معنويات المعاق وخاصة عند النساء وربما بعض الشفقة تؤذي المعاق ولابد أن يكون هناك اعتدال في طرح المساعدة ولدينا دراسات في الجمعية تبين أن 25 في المائة من المعاقين تؤثر فيهم الشفقة.
** من وقف معك بعد إعاقتك؟
- عائلتي، الوالد والوالدة بثا فيني الحماس والعطف المعتدل خاصة زوجتي التي لها بعد الله وقفة مشرفة معي في تربية أبنائي ثم أصدقائي لهم أثر كبير في حياتي.. هناك زوجات بعدما يحصل إعاقة للشخص يصير هناك انفصال ومشاكل.. وبعض الزوجات تقف مع زوجها وتسانده فيصبر على إعاقته ويشق طريقه بكل عزيمة.
** لك صورة وزيارة مع الملك سلمان ماذا دار بينكما؟
- أنا أحببت زيارة الملك سلمان وقد تشرفت بذلك.. وسألني عن أسباب الإعاقة وقلت له: حادث سيارة.. قال كم كانت سرعتك قلت: أمشي 180 فرد قائلاً: نسأل الله السلامة وقال، تحتاج إلى شيء، أي خدمة، تشكرت منه رعاه الله وكان عطوفا محبا للخير.. قلت: يكفيني شرف أنني أسلم عليك وكانت كلماته فيها وعظ وفيها دعاء أن الله يحفظ شباب هذا الوطن من التهور في السرعة.
** ما العوامل التي تساعد المبتور للتكيف مع إعاقته ووضعه؟
- أولاً، يجب الاهتمام بالعامل النفسي وثانياً، دعم العائلة والمحيطين به والشيء الثالث لبس الطرف السفلي الصناعي وعدم ترك لبس الشراب مع المحافظة عليه بالنظافة والاهتمام بالطرف الصناعي وتنظيفه بحيث لا يحصل هناك أي تلوث.
** ما الهدف من إنشاء هذه الجمعية؟
- نهدف إلى توفير الأطراف الصناعية للمعاقين مبتوري الأطراف والتوعية بعد البتر بالاعتماد على الله ثم على الطرف الصناعي وتوفير الأطراف لأصحاب الدخل المنخفض من المواطنين أو المقيمين.
** هل يوجد هناك جهة تعمل وتنسق معها أو منصة تواصل؟
- بالطبع لا نعمل وحدنا في خدمة هذه الفئات، بل هناك ترابط وتنسيق بيننا وبين كثير من الجمعيات وأجهزة الدولة وهناك رابط مع منصة إحسان ومنصة شفاء، ومنصة التبرع الوطني.. هذه الجهات تقوم ببعض المشاريع التشغيلية للمبتورين.
** هل هناك إحصائية في المملكة عن عدد المبتورين في المملكة؟
- الجمعية منذ تأسيسها قامت بالتنسيق مع وزارة الصحة والإحصاء والشؤون الاجتماعية لمعرفة عدد المعاقين مبتوري الأطراف فقط.. لم نجد الأعداد الحقيقية ولكن الأعداد التي تحصلنا عليها تقريباً 5 آلاف مبتور وهناك ما يقارب من 1000 معاق مسجل معنا في الجمعية وخدماتنا شاملة لجميع مناطق المملكة للرجال والنساء وسوف نتوسع في خدماتنا خلال السنوات القادمة ووفق الإمكانات.
** ما مصادر دخل الجمعية؟
- المؤسسات المانحة وأهل الخير ورجال الأعمال والمواطن وهناك تفاعل من رجال الأعمال مع عمل هذه الجمعية وغالباً الدعم يكون مشروطا بالتركيز على شيء معين مثل صناعة الأطراف وتوزيعها على المحتاجين، العلاج ومساعدة المحتاجين وأسر المعاقين وشراء أجهزة مثل الكراسي.
** هل فكرتم في تصنيع الأطراف من قبل الجمعية؟
- الواقع مثل هذا المشروع موجود لدينا ونعمل عليه وهذا المشروع يحتاح إلى معامل ومصانع وقدرة الجمعية حالياً غير كافية ولكن هذا من ضمن أهدافنا وتوجهاتنا وضمن خططنا القادمة.
** كيف للجمعية أن تلعب دوراً في تكييف الأشخاص مع إعاقاتهم.. هل من خطة تعملون عليها؟
- هذه من الأمور المهمة والحيوية، حيث لدينا خطة نمشي عليها لأصحاب الأطراف واستقطاب أصحاب التجارب لتعزيز هذا المصاب ونقوم بزيارات للمرضى في المستشفى ولقاء عوائلهم وأبنائهم لمساعدة المعاق.
** هل لديكم خطة لإقامة مصنع للأطراف الصناعية؟
- نحن لدينا أهداف قريبة وبعيدة ومن أهدافنا إنشاء ناد للمبتورين وإنشاء مصنع للأطراف الصناعية لجلب خبرات في مجال التصنيع والعلاج الطبيعي والممارسين الصحيين وهذه الأمور تعد من أولوياتنا وكذلك مشاريع زواج المعاقين خاصة أن لدينا شراكات لإسكان المعاقين بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وندعو أهل الخير لدعم هذه الجمعية ومساندة المبتور خاصة وزارة الصحة ووزارة الموارد البشرية ولا يكون هؤلاء المبتورون عالة على أسرهم بل منتجين وليس عالة على الصدقات وسنطرح مثل هذه المشاريع الخيرية على بعض رجال الأعمال وأهل الخير ولعلنا نتوسع في كثير من الخدمات.
** هل هناك اجتماعات دورية لمبتوري الأطراف؟
- هناك اجتماع لهؤلاء المعاقين كل ثلاثة أشهر ونتدارس معهم في شؤونهم وفي مثل هذه اللقاءات يتم إرشادهم على كيفية التعامل مع الأجهزة التعويضية وبث الطموح فيهم وبناء مستقبلهم ولدينا قروب خاص فيه أعداد كبيرة من المعاقين نجتمع مع بعضنا بعضا ونناقش بعض المصاعب؟
** ما أسباب بتر الأطراف؟ وهل لديكم دراسة عن الأسباب؟
- الواقع هناك دراسات مرض السكري وحوادث السيارات تتصدر بتر الأطراف بالإضافة إلى الأمراض السرطانية وبعدها التشوهات الخلقية.
** هل تشارك هذه الفئة في بطولات رياضية؟
- نعم، لدينا رجال ونساء مبتورو الأطراف يشاركون في بطولات رياضية ومسجلون لدى وزارة الرياضة في لعب كرة السلة وحصلوا على مراكز متقدمة ونعمل على استقطاب الكوادر الجيدة لإلحاقهم بالعديد من المسابقات.