ليلى أمين السيف
ابتعد عنهم أولئك الجمع.. كما تبتعد عن الجمل الأجرب.. اهرب بتفاؤلك واحم شغفك منهم.. ولا يغرنك كثرة المحبطين من حولك.. فهم لم يفلحوا في تخطي التحديات فقرروا تثبيطك وجرك للقاع معهم.. وإن فاتهم القطار فقطارك ما زال ينتظرك.. اقطع تذكرة أخرى وواصل المسير وغير الوجهة أو استبدل الوسيلة وخذ لك طيارة.. يوما ما ستصل.. لكن لا تندم أو تُحبط..
اتبع سبيل الواثقين.. سبيل المتفائلين.. سبيل الناجحين وستكن منهم أو أحدهم أو حتى قائدهم.. فلا نامت أعين اليائسين والمثبطين..
هم قلة.. ولكن منهم من سيحكم الأمة.. منهم من سيقودها ومنهم من سينهض بها.. منهم من سيخلده التاريخ.
في كل يوم بل وفي كل ثانية يخوض المتفائلون والواثقون بالله ثم بأنفسهم وبالغد الأجمل.. يخوضون معارك وحروبا لا قبل للمحبطين والفاشلين بها..
هم مبتلون فقط بالطموح.. غارقون في نشوة تحقيق الأحلام..
فالإنجاز عنوانهم
والطموح دأبهم..
والنصر حليفهم..
ذاك ذو شهادة في مجال ما اضطرته الحياة لخوض غمارها في مجال مختلف عما درس وأقل بكثير مما يستحق فلم يتكبر أو يخنع بل بدأ من جديد وحاول واجتهد فكان حليفه التوفيق ثم غير إلى ما يحبه..
وتلك ناضلت بشدة من أجل البقاء فلا همها قوانين كتبها بشر ولا سم نفثه فاشل أو يائس بل شمرت ودرست واجتهدت وكيفما يأتي بها الله ارتضت وشكرت.. وبدأت من حيث لم تكن ترد وتوفقت وبدأت تغير مسارها من جديد إلى ما تطمح إليه..
لا يهم أعداد الفاشلين في مجالك فقد تكون أنت الناجح الوحيد.. ولا يهم ان القانون لا ينطبق عليك وان الحكومة تغيرت وان الضرائب ارتفعت وان هناك حربا نووية قادمة وأن المجاعة ستفتك بنا وأن الأمراض انتشرت وأن لا علاج اخترع لذاك المرض أو أنك قد بلغت من العمر عتيا..
فرب المستحيلات وصانع المعجزات يستجيب للعاملين الظانين به كل الخير المتوكلين عليه بكل يقين..
فأنت حي ترزق وما زال بك نفس يتردد.. إذا انهض وتحرك.. دافعنا حديث الرسول..
«إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»
أمة الأمل والابتسامة والتبشير
لا تستسلم ولا ترضخ..
فالحياة كفاح وأكبر جريمة نصنعها في حق أنفسنا أن نستسلم لليأس أو نجالس المحبطين والبوهيمين الذين ليس لهم هدف في هذه الحياة..
أسأل أحدهم ما هدفك من هذه الحياة.. وستفاجأ بالجواب الصادم من الأكثرية..
كن متفائلاً من القاع حتى النخاع.. فعندما تثقلك الحياة وتوهنك مشاعرك وتنوء روحك بحملها ثق أنك بت قريبا من الوصول طالما أنك ما زلت تكافح وإن ضاقت تحت قدميك ففي الأرض متسع لمرادك. فأبواب السماء مشرعة لابتهالاتك حتى ولو كانت كل المعطيات صفرا والأحداث من حولك توحي لك بصعوبتها وكل من حولك يسخر من أحلامك وطموحك. ففي النهاية أنت من ترسم أحلامك وأنت من يكمل الصورة.. بالغ في أحلامك وابتغ تحقيقها..
كن شامخاً كن عظيماً.. كن مؤمناً..