«الجزيرة» - سلطان المواش:
يُرصد اليوم الجمعة، القمر البدر العملاق الرابع والأخير لهذا العام، حيث سيكون حجمه الظاهري أكبر بحوالي 8 % وأكثر إضاءة بحوالي 16 % عن المتوسط، ويُسمى قمر الحصاد في هذا الوقت من السنة.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن استخدام مصطلح قمر الحصاد لعدة سنوات، هي تسمية «شعبية» تطلق على الأقمار البدر التي تحدث في شهري سبتمبر وأكتوبر، وهي الأشهُر القريبة من الاعتدال الخريفي، إضافة إلى أنه في سبتمبر وأكتوبر يكون وقت شروق القمر قريبًا إلى وقت غروب الشمس لعدة ليالي على التوالي في وقت طور البدر المكتمل بالنصف الشمالي للكرة الأرضية.
وقال: «إن هذا الأمر كان هاماً في أوقات قديمة بالنسبة للمزارعين الذين يحصدون محاصيلهم قبل عصر التراكتورات المزودة بمصابيح الإضاءة، حيث لم يكن هناك فترة طويلة من الظلمة بين غروب الشمس وشروق القمر لعدة أيام بعد البدر المكتمل ما يعني بأن المزارعين كانوا يعملون في الحقول وجني المحاصيل تحت ضوء القمر ومن هنا جاءت تسمية قمر الحصاد، وسيصل القمر لحظة الاكتمال عند الساعة 12:57 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، يكون بزاوية 180 درجة من الشمس ويكون قد أكمل نصف مدار حول الأرض هذا الشهر».
وأضاف «بعد ذلك سيشرق قمر الحصاد العملاق بعد غروب الشمس من الأفق الشرقي وقد يكون باللون الوردي أو البرتقالي وسيصل أعلى نقطة في السماء مائلًا نحو الجنوب بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي وسيبقى مشاهداً إلى أن يغرب بعد شروق شمس السبت، كما أن اللون الوردي أو البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه فهو بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا حيث تعمل مكوناته على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس عن القمر، بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة».
وأشار أبو زاهرة «أن القمر العملاق وصفٌ يطلق على القمر المحاق أو القمر البدر عندما تكون المسافة بين مركز القمر ومركز الأرض ضمن 362.146 كيلومترًا وهو مصطلح يشير إلى التسمية العلمية «قمر الحضيض» وفي حالة هذا القمر العملاق سيكون على مسافة 361,552 كيلومترًا.