عبدالله إبراهيم الكعيد
أعني مشهد بلادنا الذي يرصدهُ العالم سواء على مستوى محيطنا العربي والإقليمي أو في بقية الجهات الأصلية والفرعية من هذا الكوكب، لا سيّما بعد أن أصبحنا رقماً صعباً وفاعلاً في مجموعة العشرين.
أتعرفون يا من تعبثون بذلك المشهد (جهلاً) معنى أن نكون في مجموعة العشرين؟ أتعرفون بأن قادة بلادنا وساستها يجلسون على ذات الطاولة التي يجلس عليها قادة الدول العظمى وساستها ليس لالتقاط الصور التذكارية كما يجري مع ضيوف الشرف العابرين، بل ليستبينوا مواقف حكومتنا من قضايا العالم لمعرفتهم بإمكانية قادتنا في التأثير المباشر فيها.
هذه المكانة وذلك الشرف الرفيع وتلك المسؤولية العظمى لم تولِها القوى الكبرى ومن خلفها المنظمات الأممية لبلادنا مجاملةً أو ترضية أو تكملة عدد، بل لقوة التأثير التي نملكها اقتصادياً وسياسياً ودينياً وموقعاً جغرافياً. وقبل هذا وبعده مصداقية مواقف قادتنا وقطعيّة وعودهم وعهودهم والتزامهم بما وقّعوا عليه.
هذا هو المشهد وتلك هي الصورة على أرض الواقع.
ماذا عن العالم الافتراضي (وهو جزء من المشهد) ما الذي يدور فيه؟ منصات السوشيال ميديا المتعددة كما هو معروف ترسم جغرافية ذلك العالم الافتراضي وتحدد وجهاته وتوجهاته.
من تلك المنصات (X) تويتر سابقاً، إذ يبلغ عدد المستخدمين لها في المملكة حسب آخر إحصائية قرأتها في الشهر الأول من هذا العام 2023 (7.60) مليون وربما بلغوا (8) ملايين مستخدم اليوم أو أكثر من إجمالي عدد الحسابات في العالم في تلك الفترة الزمنية (354) مليون حساب تقريباً.
حسناً: حينما يتراشق مجموعة من مشجعي اندية كرة القدم في بلادنا (على سبيل المثال) بأقذع الألفاظ في المساحات الرياضيّة أو في (التايم لاين) على منصة (X) ويصل بهم الأمر إلى الاستهزاء بالمنتخب الوطني بسبب ميولهم الرياضيّة المنحازة أليس هذا ثقباً في جسد اللحمة الوطنية يمكن أن يتسلل منه من يريد ايقاد شرارة الفتنة؟ أليس هذا عبثاً بالمشهد الرياضي الذي صرفت عليه الدولة الملايين كي يضاف لبقية مشاهد القطاعات الأخرى التي لوت الأعناق تجاه الرياض عاصمة القرار؟ قد يقول قائل: هل من المعقول أن يتابع ما يُقال في المساحات الحوارية أو يكتب من تغريدات باللغة العربية أحد غيرنا أهل العربية (اللغة)؟ فأرد على السؤال بسؤالٍ تأكيديّ بالقول من أين إذاً في ظنّكم تستقي مراكز الأبحاث والمؤسسات الاستشارية العالمية معلوماتها عن مزاج الشعوب وما يُشغلهم ويُثير اهتماماتهم ويغريهم باستهلاك سلع معينة غير تلك المنصات والمعلومات الشخصية عن كل فرد وافق بطوعه تسطير كل شيء عنه فيها؟ نعم إنهم يتابعون ويسمعون ويترجمون ويحللون ويرسمون خططهم تبعاً لتلك المعلومات المخزنة في سيرفراتهم.
لا أشكك في حب وولاء أي مواطن/مواطنة لهذا البلد العظيم ولقادته الميامين لكنني أُذكّر كل من يأخذه الحماس لتسطير كلمات غاضبة أو قول كلام غير محسوب العواقب بأن هناك من ينتظر أي هفوة حتى ولو كانت هامشيّة (حسب ظن القائل) كي يستغلها حاقد أو حاسد بقلمه الأسود لتشويه مشهدنا وصورتنا النقيّة.
أنا متفائل بهيئة تنظيم الإعلام.