عثمان بن حمد أباالخيل
شعور رضا الإنسان عن نفسه تعطيه ثقة كبيرة في تفاصيل الحياة، ليس هناك أجمل وأرقى وأسعد من أن يعتز الإنسان بنفسه التي تحرك كل مشاعرة الإنسانية. النفس البشرية لها أقسام وتعاريف كثيرة لكن التي ديننا الإسلامي ذكرها في القرآن الكريم هي ثلاثة، وهي: النفس الأمارة، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة. الإنسان خلق في أحسن تقويم، وسخر الله له المخلوقات، وذلل له الأرض، ومده بنعم لا تحصى ولا تعد، فلماذا لا تقدر نفسك، هل تكافئ نفسك؟ أم إنك تلومها على الأخطاء التي ترتكبها وعلى الزلل التي تقع فيه؟ هل تفكرت يومًا في أننا نحن البشر، كثيرًا ما نجلد ذواتنا بشكل مستمر بل ومبالغ فيه، فيعصف ذاك الجلد بنفوسنا. أرى شخصيًا الكثير من الناس يصلحون أنفسهم دون أن يكافئونها أو حتى يخاطبوها، ألا تستحق ذلك وهي أهل للمكافأة. من الطبيعي أن المكافأة التي تستحقها ليست مبلغاً من المال أو شيئاً مادياً ملموساً، بل المقصود هنا هو حصولك على مكافأة على قدر استطاعتك، دلل نفسك بالطريقة التي تراها مناسبة، ومن ناحية أخرى فإنه من السيئ أن تكافئ نفسك أكثر من اللازم وتمنحها كل ما تريد لأنك بذلك تصبح أقل اجتهاداً. تبقى مكافأة النفس وتدليلها استحقاقًا وواجبًا ذاتيًا، والأهم أنه درب لصياغة الأمل وتحمل المصاعب، وصناعة الحياة، سارعوا وكافئوا أنفسكم فلا مثالية فوق كوكب الأخطاء، نحن بشر تفرح أنفسنا وتحزن، وعلينا دائمًا أن تكون في الطريق الصحيح. (من أشكال احترام الذات أن تبتعد عن أي شخص لا يقدر قيمتك).. مصطفى محمود.
كوب قهوة أو عشاء في مطعم أو مشاهدة شيء ممتع، الخروج بمفردك لتناول وجبة الإفطار، زيارة أصدقاء والدك أو والدتك، شراء هاتف جوال جديد، اخرج في نهاية الأسبوع مع أصدقائك، ادعو زوجتك لتناول وجبة العشاء في مطعم تحبه، ادعو زوجك على فنجان قهوة في مكان هادئ وجميل، إنها قمة مكافأة الزوج الذي يقدر معني الهدية. بعض الآباء والأمهات الذين يكافئون ذرياتهم بعد كل إنجاز يشعرون بالسعادة حين يرون أولادهم وبناتهم وقد علت الابتسامة على وجوههم، إنها ابتسامة رضا النفس. الابتسامة دائمًا تشير إلى أن نشعر بالرضا والقبول وتحفيز النفس وجعلها تعيش أجمل الأوقات.
الرضا عن النفس مهم جداً في حياتنا، هي نعمة من النعم التي وهبها الله لنا فهي تجلب السعادة، الرضا عن النفس دليل على الثقة بها والثقة بالنفس الكثير من الناس فقدونها حين ابتعدوا عن حبهم لأنفسهم ومكافأتها وتركوا ظروف الحياة تفعل ما تشاء. ليس لديَّ أدنى شك أن الجميع يسعون إلى عزة أنفسهم ووضعها في مكان رفيع بعيداً عن تقلبات وتصرفات الحياة، الإنسان عزيز النفس يشعر بالفخر لما يقوم به، والرضا بكل ما يصيبه وهذا يجعله متسامحاً مع نفسه محباً لها، وهذا لا يعني أنه لا يؤنّبها على الخطأ أو يردعها عن المحظور، بل عليه أن يتعلّم مسامحة نفسه على الأمور التي فعلها في الماضي ومن مِنا لمْ يخطئ في ماضي حياته. قالت العرب: عز نفسك تجدها، ومن هانت عليه نفسه تراها عند الناس أهون.