رائد عماش الحربي
من سنن الحياة العملية الترقية من منصب إلى منصب آخر أو الانتقال من وظيفة إلى وظيفة أخرى ويعتقد الكثير ممن تمت ترقيتهم لمناصب أعلى بأنهم سوف تكون لديهم حرية أكبر في إصدار القرارات والتغيرات وفور تعيينه ترى العديد من الإيميلات تتطاير من يمين ومن يسار تحمل العديد من القرارات التي قررها سعادة المدير الجديد والتي تجعل الموظفين في حالة ذهول وصدمة، في حال التأخير سوف يتم خصم وتوجيه إنذار كتابي قد تكلف الموظف حرماناً من المكافأة السنوية والعلاوة.
وممارسة الضغط المتعمّد لفرض سلطة أو شخصية مما يتسبب في انتشار السلبية في المكان وانخفاض الإنتاجية وكثرة الاستقالات في الفريق ويتحول الأمر إلى معركة شخصية بين الموظفين ومديرهم.
القيادة لا تعني السلطة على الأشخاص أو خلق بيئة يملؤها الخوف أو فرض سلوكيات معينة، بل إنها تمكين الأشخاص وتشجيعهم ودعمهم والاعتراف بنقاط قوتهم وتطوير نقاط ضعفهم، لا تجعلهم يشعرون بأن مكان عملهم هو بمثابة كابوس لهم فقط ينتظرون لحظة الخروج، اجعلهم يقضون وقتاً ممتعاً يحققون فيه نجاحات عظيمة.
تغيرت كثيرٌ مفاهيم القيادة لذلك يجب أن يتغير تفكيرنا في قيادة الأشخاص لتحقيق الأهداف والاستمرارية، عندما تفهم أن القيادة تدور حول الإنسان واستخدام صلاحياتك الممنوحة كمدير لإلهام هذا الإنسان وتمكينه ودعمه وتشجيعه للوصول للأهداف.
أخيراً أيها القائد الجديد كن لطيفاً مع موظفيك وارفع الروح المعنوية والتعاون في فريقك واحترم آراءهم واستمع إلى مشاكلهم واحتياجاتهم وقدم الدعم والتشجيع واحتفل بإنجازاتهم، كونوا ملاذاً ألطف، فاللطف يبني قصوراً من الود.