م. بدر بن ناصر الحمدان
يقول (ستيف جوبز): «من غير المنطقي أن توظف الأذكياء ثم تخبرهم بما عليهم أن يفعلوا، نحن نوظف الأذكياء لكي يخبرونا بما علينا أن نفعله».
من أهم المعايير التي تُمكّن من تقييم صلاحية شخص ما كمدير مشروع أو كرئيس فريق، هو عدد الأسئلة والاستفسارات التي يطرحها عند تكليفه بمهمة عمل، إذ إن المفترض هو قدرته التلقائية على ممارسة مسؤولياته تجاه هذا المشروع أو المهمة « ذاتياً» وفهم ما هو مطلوب منه، والتنبؤ بما يجب اتخاذه من إجراءات أو قرارات تضمن سير عملية الإنجاز وفق ما هو مخطط لها وبمستوى الجودة المستهدفة بأقل ما يمكن من التداول.
أعتقد أن المتاح ضمنياً هي (ثلاثة أسئلة فقط) لمناقشة وتوضيح أعمال المهمة المناطة، وهي تكمن في بداية العمل ومنتصفه ونهايته، غير ذلك فإن تكرار الأسئلة أو الاستفسارات هو تعبير قاطع عن إثبات فشل مدير المشروع أو المسؤول عن المهمة، وتكريس للرتابة ومضيعة وقت الفريق
وصاحب القرار، وهو ما يبرهن على عدم كفاءته لتولي أي مهمة عمل أومشروع قد يتطلب عملاً نوعياً.
مثل هؤلاء يعبرّون بطريقة غير مباشرة عن إخفاقهم وضعف شخصيتهم المهنية، وعدم قدرتهم على التعلّم واحتواء المسؤوليات، وضعف مهاراتهم في صناعة واتخاذ القرارات، وعدم الجرأة على إثبات الوجود «عملياً» دون إشغال الآخرين، وهو ما يرجّح في نهاية المطاف وضعهم على لائحة الانتقال.
من تجربة شخصية فإن أفضل مديري المشاريع ومسؤولي المهام الذين تعاملت معهم طوال سنوات مضت وصنعوا مساراً وظيفياً مميزاً لأنفسهم، هم أقلهم طرحاً للأسئلة والاستفسارات، أولئك الذين يختفون لبعض الوقت ويعملون بجد وجهد للبحث عن المعلومة واستنتاج ما يجب عمله ثم يعودون إليك بـ «عمل متكامل» يمكن مناقشته دفعة واحدة في النهاية، دون «ضجيج» ورسائل متكررة أو رحلات ترددية «بائسة «على مكتبك.
عندما تكلف شخصا بمهمة عمل ما، خاصة تلك التي تتضمن مساحة كافية من الحرية والإبداع والابتكار ويقوم بطرح أكثر من ثلاثة أسئلة، عليك تنحيته «فوراً»، والبحث عن بديل أكثر قدرة وكفاءة على الإنجاز.