عبد العزيز الهدلق
تعامل فريق أبها مع النصر في الجولة التاسعة مثلما تعامل معه الاتفاق والتعاون في مستهل الدوري، تعامل معه وفق مستواه الطبيعي والواقعي في المباراة، ولم يلتفت للنفخ الإعلامي الكبير الذي يمارس مع النصر في محاولة لصناعة هيبة للفريق، ورسم صورة ذهنية له بأنه الأفضل والأقوى وصاحب السطوة والفارق عن الآخرين.
فلقد كشف فريق أبها واقع النصر وحقيقته، وأنه لازال في طور البناء، وإذا كان قد أضاف لصفوفه شيئاً فلازال ينقصه أشياء. ولم يصل بعد لأن يكون الفريق الأفضل والأقوى، فدفاع الفريق مهلهل، وحارسه مرتبك، ومدربه ضعيف للغاية.
وقبل مواجهة الجولة التاسعة أمام أبها كاد فريق الطائي أن يفعلها ويتعادل معه في الجولة الثامنة، لولا ضربة الجزاء التي احتسبت للنصر في الدقائق الأخيرة من المباراة. ولاحظوا أننا نتحدث عن فريقين يحتلان المركزين (15 و 16)، في سلم الترتيب.
لذلك فالأفضل للنصراويين أن يوفروا جهودهم الإعلامية لصناعة هالة حول فريقهم، ومحاولة إكسابه هيبة مزيفة، وسطوة خادعة، وأن يوجهوا تلك الجهود لتحسين وضع الفريق وتطويره، ومعالجة أوجه القصور فيه، ونقاط الضعف التي يعاني منها.
ففي كل مباراة من الجولات التسع الماضية كان النصر ما بين خاسر ومتعادل، وفائز بشق الأنفس وبأخطاء تحكيمية دفعته دفعاً لكسب النقاط الثلاث.
والنصراويون يعرفون فريقهم أكثر من غيرهم، لذلك جاءت محاولة صناعة تلك الهيبة المصطنعة من أجل التأثير على الفرق المنافسة، وهزيمتها بالتخويف، لأن الفريق في الميدان لا يستطيع، وقد نجحوا في ذلك في بعض المباريات مثلما حدث أمام الفتح الذي هزمه النصر بخمسة أهداف، وأمام الشباب أيضاً، ولكن تلك المحاولات فشلت أمام التعاون والاتفاق وأبها. لأن هذه الفرق خاضت مواجهاتها أمام النصر بناءً على قدراته الحقيقية والواقعية في الملعب، ولم تخدعهم تلك الدعاية والبهرجة الإعلامية.
و قد لاحظ الجميع أن الدعاية الصفراء أخذت منحىً آخر منذ عدة جولات بترديد كلمة «الإرهاق» وكأن النصر وحده الذي يلعب في الدوري والكأس ويشارك في دوري أبطال آسيا. وليس معه ثلاثة فرق أخرى تسير معه خطوة بخطوة ومنها المتصدر الهلال. فلماذا النصر وحده الذي ترتفع الأصوات مدعية تعرضه للإرهاق؟ وقد تبنت بعض البرامج الرياضية هذا الأمر، في مشاركة منها بصناعة وهم الهيبة المزيفة.
ولعل فترة التوقف الحالية تكون فرصة ذهبية لمدرب الفريق لتلافي أخطاء الجولات الماضية، ومعالجة نقاط ضعف الفريق، وفي تقديري أن تطور النصر أكثر مما هو عليه الآن مستحيل، وإن كان هناك أمل بهذا التطور فهو مرهون برفع عدد اللاعبين الأجانب في كل فريق إلى عشرة لاعبين أو أحد عشر لاعباً. فعندما يحدث ذلك فيمكن أن نشاهد فريقاً له هيبة حقيقية.
زوايا..
** سالم الدوسري يشوه أداءه، ودوره كقائد للفريق الهلالي باحتكاره تنفيذ ضربات الجزاء المحتسبة لفريقه. فلا يمكن أن ينفذها أي لاعب آخر إلا بتنازل منه, رغم أنه لا يمتلك القدرة والبراعة في التنفيذ، ولا يجيد التسديد المتقن، وإنما هي تسديدة ينفذها بنسبة تسجيل 50 %.
** مدافع الأخدود سعيد الربيعي يتصف لعبه بالخشونة والعنف، ويخص نجوم الهلال بهذه الممارسات غير الرياضية، وسبق أن طرد عندما كان في الاتفاق لضربه كاريو، ومع الأخدود طرد لضربه أكثر من لاعب ونال بطاقتين صفراوين ثم استبعد من المباراة بالبطاقة الحمراء. هذا اللاعب من مصلحة فريقه أن لايشارك في أي مباراة قادمة أمام الهلال لأنه سيطرد حتماً فهو لا يتورع عن اللعب العنيف وتغلبه نفسه بممارسة الخشونة.
** إبان إشراف الفرنسي إيرفي رينارد على المنتخب تعرض لهجوم من فئة موتورة لاختياره (9) لاعبين من الهلال لقائمة الأخضر. واليوم يستدعي الإيطالي روبرتو مانشيني (12) لاعباً هلالياً لمعسكر المنتخب الحالي. وبالتأكيد لن يسلم من تحرك تلك الفئة لمهاجمته والإساءة له.
** لازال الهلال يعاني من غفوات «الفار» في مبارياته فحالات الطرد التي يستحقها تمر مرور الكرام. وكذلك ضربات الجزاء المستحقة، يتم تطنيشها.
** ألا يستحق مدرب الفريق المتصدر منذ عدة جولات أن يكون مدرب الشهر؟ أي شهر أم أن الجائزة تشجيعية للمدربين المتدربين؟
** سافيتش يجب أن يكون متقدماً في مباريات الهلال القادمة، ويتوقف جيسوس عن تقييده بعيداً عن مرمى المنافس. فهو إضافة هجومية وتهديفية حارقة لشباك الخصوم.
** بعض القانونيين يتداخلون بآرائهم في القضايا الرياضية ليس من أجل تحقيق وعي قانوني بالقضية المثارة، ولكن لأحد سببين إما لميول وتوجيه الرأي العام في القضية نحو ميوله، وإما بهدف الترويج لاسمه كقانوني وبالتالي الترويج لمكتبه. ونادراً ما يتداخل قانوني من أجل المصلحة العامة.
** هدف النصر الأول في أبها تسلل واضح هذا ما كشفته كاميرات النقل التلفزيوني، ولكن بعد نهاية المباراة.