رأس صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، الاجتماع الثاني لمجلس الهيئة للعام 2023 -عبر تقنية الاتصال المرئي- وذلك بمشاركة سمو نائبه الأمير سعود بن خالد الفيصل، ومعالي وزير الدولة رئيس اللجنة التنفيذية بالهيئة المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، ومعالي الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس فهد بن محمد البليهشي.
وخلال الجلسة، اطّلع المجلس على آخر مستجدات وخطة عمل مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعمارة وتوسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به، والتي تهدف إلى توسعته وتطويره ورفع طاقته الاستيعابية إلى 66 ألف مصلٍ، بمساحة تصل إلى 50 ألف متر مربع، واستعرض المجلس المنجزات التي تحققت بوتيرة سريعة لتأهيل وتطوير المسجد، حيث شملت تحسين المرافق العامة للمصلين والزوار بما في ذلك تهيئة مواقف السيارات الجديدة ومشارب المياه ومنصة سقيا زمزم الواقعة في نطاق المسجد، بالإضافة إلى إعادة دهان المسجد داخلياً وخارجياً، وتطوير أنظمة الإنارة واستبدال المظلات وتغيير السجاد والعمل على تحسين أنظمة تكييف الهواء داخل المسجد، كما شملت حزم التطوير تهيئة الساحات المحيطة بالاعتماد على حلول إدارة الحشود والأمن والسلامة باستخدام التقنيات الحديثة، إلى جانب تطوير الساحات الشرقية والغربية للمسجد بمجموع مساحات يصل إلى 9 آلاف متر مربع.
واستعرض مجلس الهيئة خطة إعداد المخطط العام لمنطقة مسجد قباء بما يضمن إبراز الأهمية الدينية وتوثيق خصائصها التاريخية والحفاظ على طرازها العمراني والمعماري وحماية المعالم التاريخية، وذلك تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 ضمن برنامجي خدمة ضيوف الرحمن وجودة الحياة لرفع كفاءة هذا المعلم الإسلامي والمنطقة المحيطة به وإثراء التجربة التعبدية والثقافية للزائر.
كما استعرض المجلس مستجدات مسابقة هيئة تطوير المنطقة لتصميم وتطوير مسار بدر التاريخي، والتي تأتي ضمن خطة مشاريع تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي بالمنطقة، حيث تهدف المسابقة إلى تحقيق عدد من المكاسب السريعة والتي تتواكب مع مستهدفات إستراتيجية المنطقة، ومن المقرر أن تشمل المسابقة تطبيق مبادئ التفكير الإبداعي والتخطيط الحضري لإحياء المسار؛ بما يسهم في تمكين الزوار من استكشاف المواقع المرتبطة بالمسار والتي تشمل 40 معلماً تاريخياً تمتد على مساحة 175 كيلومتراً، بطريقة متجانسة تدعم منظومة العمل التكاملي، بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن ووزارة الثقافة وهيئة التراث لإثراء تجربة ضيوف الرحمن زوار المدينة المنورة، في ظل رعاية حكومة المملكة -أيدها الله- بالحرمين الشريفين والعناية بقاصديهما.
وعلى صعيد متصل، اطّلع مجلس الهيئة على آخر المستجدات في مشروع الحافلات السريعة ذات المسار المحدد BRT والتي شملت الإعلان مؤخراً عن أسماء الشركات والتحالفات المؤهلة للمشاركة في المنافسة، ويتكون المشروع من مسارين رئيسيين بمجموع أطوال 52 كم، بالإضافة إلى 33 محطة وقوف للخدمة، بطاقة استيعابية تصل إلى 1800 راكب في الساعة حيث سيتم تشغيل المسارات من خلال تسيير حافلات صديقة للبيئة في مسارات مخصصة لا تتعارض مع وسائل النقل الأخرى، ليمثل بذلك الخيار الأنسب في تعزيز منظومة خدمات النقل العام بما يتناسب مع الطبيعة الجغرافية ويتكامل مع متطلبات المخطط الشامل للمدينة المنورة، فيما تستعد الهيئة لتوقيع عقود التنفيذ خلال الربع الأول من العام المقبل 2024م بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن.