لو سُألت ما هو أكثر ما يدفع المبدعين لاستلهام أفكارهم والاستمرار في وضع بصماتهم؟ فسأقول بكل تأكيد هي روح الإلهام والتنافس التي تخرج أفضل ما في جعبتهم من إبداع ، فلا يمكن أن أتخيل دفة الإعلام والفنون على سبيل المثال تسير دون شرارة الشغف أو وقود المنافسة. إن الطبيعة البشرية التي تدفعنا للمنافسة هي ذاتها الذي تجعلنا نبحث عن ذواتها وشخصياتنا.
ففي دراسة لكلية هارفارد للأعمال طبقت على مسابقات التصميم وصناع المحتوى المرئي توصلت إلى أن المنافسة هي العامل المحفز المشترك للمبدعين لإنتاج أفكار جديدة وغير تقليدية بشكل جذري، حيث وجدت الدراسة أن الشركات التي تقدم حوافز على شكل منافسات تظهر منتجات أكثر تفرداً وتسهم في تحقيق الذات لدى المصممين.
وإن كانت المنافسة قادرة على أن تبرز أفضل ما لدينا من تميز فإن هذا الحافز سيضاعف إذا وجهت هذه الروح الإبداعية لخدمة رؤية وطن يدعم الحالمين والشغوفين في مختلف المجالات، ومن هنا جاءت جائزة التميز الإعلامي خلال الأعوام الثلاثة الماضية لتكون شاهدة على التطور المتسارع في صناعة المحتوى والرسائل الاتصالية الوطنية، ولعل الملاحظ عن كثب يلمح التغير الهائل في الحملات الاتصالية لكثير من القطاعات في عدة مناسبات وفي اليوم الوطني على وجه التحديد.
الجدير بالاهتمام أن جائزة التميُّز الإعلامي تخطو خطوة جديدة وجريئة هذا العام حيث تفتح أبوابها وهو للاحتفاء بمختلف المنتجات الإعلامية المتميزة ولن تقتصر على تكريم أعمال اليوم الوطني فحسب، بل ستكون شاهدة على عام حافل من الحراك الإعلامي في ست مسارات هي؛ الصورة الفوتوغرافية، والفيديو الإبداعي، والمادة الصحفية، والمنتج التلفزيوني، والمنتج الصوتي، والأغنية الوطنية.
حيث تهدف إلى تحفيز الإبداع الإعلامي بين المؤسسات والأفراد وإذكاء روح التنافس بين المبدعين، ودعم الهواة والممارسين في مجالات الإعلام حيث تأتي هذه النسخة بالشراكة مع برنامج تنمية القدرات البشرية لتكون شريكاً في الاستثمار في أبناء هذا الوطن لرؤية سديدة ومجتمع طموح.
** **
د. أيمن إبراهيم السعيدي - رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى