محمد سليمان العنقري
تتجه الأنظار اليوم إلى قطاع النقل كأحد القطاعات التي ستُحدث نقلة في صميم رؤية السعودية 2030، فالمملكة تمتلك موقعاً إستراتيجياً يتوسط قاراتٍ ثلاث، وبنية تحتية للنقل تجعل منها بوابة لوجستية ومركزاً رئيساً يربط بين دول العالم. فعلى الأرض، تمتلك المملكة بنية تحتية متطورة للطرق، و29 مطاراً جوياً مرتبطاً بعدد 129 وجهة دولية، وفي البحر شرقاً وغرباً موانئ تستقبل أكثر من 13 ألف سفينة بحرية بملايين الحاويات، فضلاً عن دور محوري في سلاسل الإمداد العالمية، وجزء من استقرار الأسواق وأمنها. ولأن هذا القطاع ينمو بصورة كبيرة، أكدت رؤية السعودية 2030 على أهمية تطوير منظومة نقل سعودية وربطها بالعالم الخارجي لتكون مركزاً لوجستياً يربط القارات الثلاث، مع تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والقدرة التنافسية، وتحقيق التكامل بين كافة قطاعات النقل البري والبحري والجوي لمواكبة احتياجات المملكة.
ثم جاءت الخطط والمبادرات والبرامج لترفع من كفاءة التشغيل والأداء، ورفعت من سقف الطموحات حيث تطمح إلى استحداث آلاف الوظائف للسعوديين في القطاع الخاص في عالم النقل والخدمات اللوجستية، وتنميته وتمكين قدراته ليصبح بوابة لوجستية للعالم، لقد وفرت رؤية السعودية 2030، الأرضية الملائمة لتحقيق تطلعات المملكة في تبوئها مركزاً لوجستياً ومنصة عالمية حيث شهدت في النقل البري تحسناً في معدلات السلامة المرورية ورفع جودة الطرق، وعلى مستوى النقل الجوي شهدت تحسناً كبيراً في ترتيب المطارات السعودية عالمياً، حيث تم تصنيف 4 مطارات سعودية ضمن أفضل 10 مطارات بالشرق الأوسط تحسناً عام 2021، وفي النقل البحري تصدّر ميناء الملك عبدالله لموانئ العالم في مؤشر أداء الحاويات، كما حلّ ميناء جدة الإسلامي في المركز الثامن عالمياً عام 2021، ثم جائزة «أفضل ميناء في عام 2022» ضمن جوائز القمة العالمية للشحن الأخضر»International Green Shipping Summit Awards»، ومن المستهدف أن تبلغ الطاقة الاستيعابية لموانئ المملكة 40 مليون حاوية بحلول عام 2030.
ففي صناعة لا تتوقف، وبُنية بهذا الحجم الهائل، تطمح وزارة النقل والخدمات اللوجستية إلى أن تحظى بنصيب الأسد من حركة البضائع في المنطقة، كما تطمح كذلك لأن يكون أبناؤها جزءاً من هذا التطور، ومساهمة فعّالة في سوق الطيران في المنطقة، وجزءاً من ترابط العالم، لتعزز بذلك اقتصادها المحلي وارتباطه بالأسواق الدولية والعالمية، ويعود ذلك بالنماء، اقتصادياً وتنموياً، على شعبها الذي يسكن أرضاً بحجم قارة، تتوسط العالم وتربطه ببعضه. إن التطلعات المستقبلية في قطاع النقل تستهدف الرفع من جاذبية الاستثمار، وخلق مزيد من فرص العمل للسعوديين، الذين يطمحون لأن يكونوا جزءاً من مستقبل النقل السعودي المتطور.