د. حمد بن دباس السويلم
تعيش بلادنا هذه الأيام نفحات الذكرى التاسعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وهي ذكرى عزيزة وغالية على الشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية، ولا شك أن هذا العهد ترسخت فيه قيم التعاضد والتلاحم وتجسد فيه صدق الولاء الحقيقي والثقة المطلقة وتكرست فيه مظاهر الحياة الكريمة التي ينعم بها أبناء أرض الحرمين والمقيمين بها وضيوف الرحمن وزوار المملكة من كل بقاع المعمورة. وتعززت فيه الثقة وتنامى التفاؤل حول المستقبل الزاهر في ظل قيادتنا الرشيدة - أيدها الله. إن المنجزات العملاقة والحراك التنموي المبهر ومسيرة البناء الشامل المستدام التي تشهدها المملكة في هذا العهد الميمون لهي دلالة على بشريات رؤية 2030 وهي تمضي وفق ما خطط لها بكل ثقة، وتنطلق نحو مرافئ النجاح، وتحقيق الأهداف، ووضوح مسار المستقبل، وتتهيأ لآفاق أرحب من النمو والإنجاز والنهوض. ذكرى البيعة المباركة تمثل حدثاً استثنائيًا مهمًا للشعب السعودي والشعوب الشقيقة والصديقة نظرًا للإسهامات الكبيرة التي تقوم بها القيادة السعودية في إرساء دعائم العمل السياسي محلياً وخارجياً وعلى مستوى العالم الإسلامي وكذلك التخطيط الذكي والملهم لمستقبل الأمة بحكمة ونظرة ثاقبة. وهذا الأمر عزز مكانة المملكة على الصعيد الدولي وأكد أهمية دورها الاقتصادي والسياسي وجهودها في تحقيق الأمن والسلام ومكافحة التطرف والإرهاب والتصدي للتحديات البيئية والاقتصادية والمالية، وأصبح للمملكة -بفضل الله- وجود فاعل في المحافل الدولية، وتأثير ملموس في مواقع صنع القرار، وعنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في المنصات العالمية. وتحظى قيادة المملكة بتقدير كبير من المجتمع الدولي نظير المواقف الثابتة للمملكة والقرارات الصائبة حيال مختلف الأزمات التي تتعرض لها دول العالم، وحرصها على تحقيق السلام العالمي والتعاون الدولي والتوازن في إمدادات الطاقة ومساعدة الشعوب الصديقة والشقيفة والوقوف معها في الأزمات والكوارث وغيرها من الظروف الاستثنائية. وانعكست بشريات نتائج الرؤية السعودية في تنوع موارد الاقتصاد وتفعيل العديد من القطاعات الحديثة والارتقاء بدورها في رفد الاقتصاد الوطني، وكذلك ارتفاع معدلات توطين الخبرات والتقنيات والالتزام بمعايير الجودة في المنتجات الوطنية، والتوسع في التوظيف لاسيما القطاع النسائي الذي أصبح يلعب دورًا مهمًاي دفع عجلة البناء والتنمية فضلاً عن تطور برامج التدريب والتأهيل ورفع مستويات القدرات الوطنية وتعزيز المحتوى المحلي، وخفض معدلات البطالة، ومضاعفة أعداد تمليك المساكن، وغير ذلك من المنجزات العديدة التي نفخر بها ونحمد الله عليها كثيرًا. أمد الله قيادتنا بالعون والتوفيق والسداد لخير ونماء مملكتنا الحبيبة، وحفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار في ظل القيادة الرشيدة - أيدها الله.