عطية محمد عطية عقيلان
عام 1917م صدر بيان بريطاني لدعم تأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، والذي عرف بوعد «بلفور» نسبة إلى وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفور، ومن حينها، شهد العالم صراعاً عربياً إسرائيلياً، استخدمت فيه دولة الاحتلال كافة الأساليب من أجل ترسيخ وجودها ونفوذها، وتجاوزت الأنظمة والمواثيق الدولية والإنسانية دون رادع، تساندها أمريكا على طول الخط، وتدعمها أوروبا على كافة الأصعدة، ورغم اتفاقية أوسلو للسلام التي وقعت عام 1993م، بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحق إقامة الدولتين، لكن إسرائيل لم تلتزم بها لتنفيذ بوادر سلام حقيقية، ورغم ذلك ورغبة في سلام شامل وعادل في المنطقة تقدمت المملكة العربية السعودية بمبادرة سلام عربية في قمة بيروت عام 2002م، ولم تجد التجاوب والتفاعل من قبل النظام الإسرائيلي، ورغم أن التعايش هو الطريق الوحيد، لوقف الظلم والقهر وإحلال السلام، لم تقدم إسرائيل أو تمارس ما يدعو إلى ذلك، بل دوماً تستفز مشاعر الفلسطينيين وتضيق الخناق عليهم في معيشتهم، وحصارهم والتحكم في دخول الغذاء والدواء والكهرباء، والمياه الصالحة إليهم، وتمارس العنصرية بأبشع صورها، وما زال في عقلية السياسي الإسرائيلي، البحث عن الحلول عبر الجيش والحرب وفرض القوة والترهيب، وهذا يعيدنا إلى التذكير بما قامت به إسرائيل منذ احتلالها، وقبل ظهور حماس عام 1987م وهي الشماعة التي تتحجج بها على العدوان على غزة، فقد قامت بعدد من المجازر الجماعية والاغتيالات الفردية، واستخدام القوة المفرطة في مواجهة شعب أعزل، من هذه المجازر التي ارتكبت ووثقت، مذبحة بلدة الشيخ 1947 مذبحة دير ياسين 1948 مذبحة قرية أبو شوشة 1948 مذبحة الطنطورة 1948 مذبحة قبية 1953 مذبحة قلقيلية 1956 مذبحة كفر قاسم 1956 مذبحة خان يونس 1956 مذبحة تل الزعتر 1976 مذبحة صبرا وشاتيلا 1982، مذبحة المسجد الأقصى 1990، مذبحة الحرم الإبراهيمي 1994، مذبحة مخيم جنين 2002، ناهيك عن الحوادث الفردية من اغتيالات وسجن وسحل للنساء والأطفال، وعقوبات مشددة لكل مقاوم، وتضييق في الحد الأدنى من المعيشة، وفي بيان وزارة الخارجية السعودية تذكر بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته، ودعا بيان الخارجية السعودية إلى الوقف الفوري للتصعيد من الجانبين، وحماية المدنين، وضبط النفس، كما جددت المملكة مطالبة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته، وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيين.
خاتمة: يقول ديفيد هيلبرت «من أشد أنواع الظلم، أن يلعب الظالم، دور الضحية، ويتهم المظلوم بأنه ظالم»، فأضعف الإيمان، بأن لا نمارس عليهم التنظير، ونلومهم على ردة فعلهم، ونجامل المعتدي والذي لا يردعه ميثاق أو عهد أو إنسانية، ونظهره بأحسن صورة، فلا نعرف ما يعيشه الفلسطيني من شعور الخوف بالمصير المجهول له ولأبنائه، ولا يجد الغذاء والدواء والتعليم، ومحاصر من كل الجهات وحتى الهواء يلوثه العدوان المتكرر للمحتل، ومهما طال العدوان بما يملكه من قوة، إلا أن قوة الفلسطيني ويقينه وإيمانه كفيلة بنصره ولو بعد حين.