تمكن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي، عبر فريق طبي متخصص في جراحات النساء والولادة والعقم والمسالك البولية، من إجراء عملية معقدة لإنقاذ مريضة حامل تبلغ من العمر 37 عاماً، وصلت المستشفى في حالة خطرة جداً، إذ كانت تعاني من مشيمة غائرة ومتداخلة بشدة في عضلات الرحم مع نزيف حاد، واحتمالية وفاتها مع الجنين حسب ما ذكره رئيس الفريق المعالج الدكتور هيثم فلمبان استشاري أمراض النساء والولادة والحاصل على الزمالة في الأورام النسائية وجراحة المناظير والروبوت. وأضاف أنه تم تشكيل فريق طبي يتكون من الدكتورة لينا الفتوح استشارية النساء والولادة وعلاج العقم وتأخر الإنجاب، والدكتور طارق الزهراني استشاري المسالك البوليه الحاصل على الزماله الكندية في جراحة المسالك البولية. وذكر د. فلمبان أن المريضة سعت للعلاج في أكثر من مستشفى لكن دون جدوى، وحضرت إلى المستشفى بعد معاناة مع ألم شديد أسفل البطن، وعند وصولها والاستماع إلى التاريخ المرضي تبين أنها أجرت سابقاً عمليتين قيصريتين، وأنها حامل في الشهر الثامن، وتم على الفور إخضاعها لفحوصات بالأشعة الصوتية وأشعة الرنين المغناطيسي لكامل منطقة الحوض. وأظهرت النتائج بدقة وجود مشيمة غائرة بشكل كبير، ومتداخلة في الرحم وملتصقة بالمثانة والأعضاء المجاورة للحوض، وأفاد أن الفريق الطبي قام بدراسة كافة معطيات الفحوصات والنتائج واتخذ القرار بالتدخل الجراحي العاجل للمريضة، وإعطاءها إبرة لتنشيط رئة الجنين وزيادة فرص نجاته، والحد من المشاكل التي قد يواجهها بعد الولادة مثل نزيف الدماغ وضيق التنفس وحاجته للدخول إلى العناية المركزة. وقد قام الفريق الطبي بإجراء عملية دقيقة ومعقدة استغرقت 5 ساعات متواصلة تحت التخدير العام، وتم فيها تحرير المشيمه من الأعضاء الملتصقة بها، ومن ثم استئصال الرحم بالكامل مع الحفاظ على المبايض لاستمرار عمل الوظائف الأنثوية، وتم تعويض النزيف الشديد أثناء الجراحة بإعطاء وحدات من الدم المعدة مسبقاً. وأكد د. فلمبان أن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح ولله الحمد ونقلت المريضة بعد العملية إلى العناية المركزة للملاحظة، وحولت خلال 24 ساعة إلى جناح التنويم. وقد أبانت المؤشرات الحيوية وجود تحسن كبير وواضح في حالتها، وخرجت الأم وطفلها إلى المنزل في اليوم العاشر وهما بصحة وعافية واختفت كافة الأعراض السابق ذكرها.