أحمد المغلوث
ما زالت حتى اليوم إسرائيل تعيش صدمة «طوفان الأقصى» صدمة زلزلت الكيان الصهيوني واهتزت له أعمدة الاستخبارات ووزارة الدفاع وبالتالي انكشف المستور وباتت الصور والفيديوهات التي صورت عملية الطوفان حديث العالم كل العالم وبات هذا الكيان المغتصب والمحتل ومنذ وعد بلفور المشئوم محط سخرية كتاب الرأي في العالم، بل حتى أصحاب الريبشة الساخرة في كبريات الصحف العالمية. والحق أن واقعا من العدو بات عاريا وربي كما خلقتني. وبعدها خرج الحقد الكبير أمام العالم ليتصرف بجنون ويمطر غزة المنكوبة بوابل من القذائف الصاروخية والقنابل الفسفورية المحرمة دوليا وليعبر عن سواد قلوب قادة الكيان فراحوا يهدمون الأبراج والبيوت الغزاوية وما فيها من سكان كانوا يغطون في نومهم ولم يكن لهم ذنب فهم ليسوا من قاموا بطوفان. فهم قبل وبعد ليسوا إلا مواطنين بسطاء لا حول لهم ولا قوة إلا إيمانهم بالله وتمسكهم بأرضهم التي ورثوها أباً عن جد. لقد هرع من نجا إلى الشوارع حاملين على أكتافهم ما تيسر لهم حمله من بطانيات وهم يمسكون بأطفالهم في مشاهد أبكت كل من شاهدها. بل كانت المشاهد التي أبكت القلوب قبل العيون هي رؤية الجثث وبقايا أجساد ضحايا القصف المختلفة في الأبراج والمساكن وحتى داخل المساجد والكنائس والمستشفيات. هدم وتدمير حقير من دولة لا تخاف الله همها السعي لتهجير أهل غزة المنكوبة التي يسعى الكيان المغتصب لإخراج أهلها وتوطين أهل «الشتات» بدلا عنهم كما فعلت سابقا في مستوطنات أخرى. متناسية أن لأهل غزة حقوقهم المشروعة التي يريد الكيان المدمر اغتصابها وتسليمها لأبناء الشتات. ولكن أهل غزة بل جميع أهالي فلسطين العزيزة المنتشرين في مخيمات لبنان وسوريا والعراق وتركيا والعديد من دول العالم. هم قبل وبعد ضعفاء يبحثون عن الاستقرار في أرضهم ولا يملكون تلك القوة التي حرموا منها على الرغم مما تبذله القيادة الفلسطينية. وما تسعى إليه دائما وأبدأ منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي كان مناصرا لفلسطين وقضيتها وحقوق مواطنيها وكذلك استمر أبناؤه من بعده وإلى اليوم نجد استمرار اهتمام قيادتنا الحكيمة في هذا العهد الزاهر بالعطاء والإنسانية فها هو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يؤكد دائما وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في حياة كريمة، وتحقيق آماله وطموحاته، والسلام الادل والدائم. وكان سموه حفظه الله يكرر من خلال اجتماعاته مع قادة العالم أو عبر اتصالاته على ما تقوم به بلادنا من جهود في هذا المجال وكذلك التواصل مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري في غزة ومنع اتساعه في المنطقة، والتأكيد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، وعدم استهداف المدنيين. وفي ذات الوقت نجد بأن الرئيس عباس وخلال اتصاله بسمو ولي العهد الأمين دائما ما يقدم جزيل شكره للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، ومقدراً عالياً مواقفها الثابتة، والجهود التي تبذلها لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وماذا بعد «طوفان الأقصى» أثبت عجز الكيان وقبته الحديدية التي كلفت المليارات بأنها قبة هشة حطمتها «المقشة» وقدرات المواطن الفلسطيني.