د. جمال بن حسن الحربي
أثارت تجربتي المهنية في الخارج تساؤلات عدة منها وصول رسائلنا إلى الجماهير, وهل فعلا يفهمها؟ وهل رسائلنا الإعلامية صممت لكي تخاطبه؟ وهل علينا أن نفهم عقلية الجماهير كما يجب وبالتالي نصمم رسائلنا بناءً على فهم سلوكه؟
تُمثل باعتقادي هذه التساؤلات أحد مفاتيح كشف حال فهم إعلامنا الخارجي عقلية جمهوره فعند التدليل لأهمية ما أتحدث عنه سأذكر بأن فهم الجماهير حظي باهتمام العديد من الباحثين والدارسين على اختلاف تخصصاتهم العلمية، فتعددت بذلك الرؤى التي حاولت فهم وتفسير ظاهرة الجمهور، ومنها على سبيل المثال دراسات الرأي العام ودراسات الجمهور في مرحلة انتشار وسائل الإعلام كمظهر من مظاهر ممارسة الديمقراطية فقد تسارعت في حينها وتيرة بحوث جمهور وسائل الإعلام خلال النصف الثاني من القرن العشرين ضمن تطور الدراسات الإعلامية مما جعل هذه الدراسات ضرورية لمعرفة الاحتياجات الجماهيرية وفهم عقلية الجماهير.
كما ودللت جهود أصحاب المهنه الإعلامية تاريخياً على أهمية فهم عقلية الجماهير فكانت البداية الأولى لدراسات جمهور وسائل الإعلام من خلال إعلان «أرسيبالد كروسلي» عام 1929 عن طريقة علمية لقياس متابعة الجمهور للبرامج، مروراً بالتجربة الفرنسية عبر مؤسسة Mediametrie عام 1995م التي كانت أهم إداراتها قسم قياس الجمهور، لحقتها التجربة البريطانية والتي هدفت إلى تحديد الخصائص الديمغرافية للعائلات البريطانية عبر دراسة مسحية، وعلى ذات السياق التجربة الكندية عبر مؤسسة Broad casting التي قدمت الكثير من الدراسات لمعرفة سلوك جمهور وسائل الإعلام حتى وقتنا الحالي فكبرى وسائل الإعلام العالمية تهتم بدراسات جمهورها في أنحاء العالم كأحد أهم أضلع المضلع الإعلامي والذي بدوره يمهد لصناعة محتوى إعلامي يتناسب مع الجمور.
أخيراً أرى ضرورة فهم خصائص جمهور إعلامنا في ميدان بلد آخر ومعرفة طبيعته وتفضيلاته وثقافته خصوصاً وأن العملية الإعلامية ترتبط في بيئة وثقافة وجمهور مختلف.