منال الحصيني
تضج وسائل التواصل الاجتماعي بكم هائل ممن ليسوا بأهل لإسداء النصح وتغيير الذات والخروج من بوتقة الجمود إلى حراك الحياة وحرية العادات، لستُ بصدد إيقاف تفاهاتهم ولكني بصدد كل من صدق ما يقال وعمل به فقد أخذ الحكمة من أفواه المجانين.
إلى هنا وكفى فربما الحكمة لم تكن لك فقد ألبست روحك سرابيل لم تقها تقلبات المشاعر وأسكنتها أكناناً لم تحمها من شتات الأمر.
فالحياة دروبها رحبة وتتسع للجميع وحتماً ستأخذ وتعطي، ولكنها لا تعطي دون مقابل.
لن أخوض في المشاعر وتلاطمها ولا في السقطات ثم الوثوب فكلها قد تشكلت ردات فعلها جراء دروس الحياة، فكما ذكرت آنفاً هي لا تعطي دون مقابل.
كيف حال روحك؟
ذلك الكيان غير الملموس والخارق للطبيعة الذي لا نظير له في الوجود، هي أساس الإدراك والوعي والشعور عند الإنسان حتى بعد موته.
أما زلت تحمّلها ما لا تطيق من متضادات تحلق في فضاء عقلك بين تصديق ورفض.
إذا استفت قلبك وتيقن أن كل ما يدور من متغيِّرات مجتمعية وسلوكية لم تكن بالأمر المستجد، فلكل زمن أحداثه ووقائعه التي ترغم المجتمعات بالانخراط فيها، فالمجتمعات البشرية قائمة على التغيير والحِراك.
هنا اسأل نفسك سؤالاً واحداً: كيف لي أن أُسخّر ما يجري من حولي ليكون وفق رغباتي؟
فالإنسان السوي بحاجة دائماً إلى لحظات انفراد مع نفسه وخلوة مع فِكره، فتلك اللحظات لا تقدَّر بثمن فلا تدع أحداً يقتحمها.
كن فطناً ولا تدع روحك معلقة على حبل مشنقة من يتاجرون بأفواههم، خذ ما تجده مناسباً واترك ما لا يعجبك فالروح تألف النقاء وصفاء السريرة وتحب الاطمئنان وسلامة الفكر، وتنفر من كل أمر يفقدها فطرتها السليمة.
فهلا حمينا أرواحنا من شتات الفكر ومقت تطرف الآراء من أناس ليسوا بأهل لذلك، بات الأغلب يمتثل لما يهرطقون به وكأنما على رؤوسهم الطير.
مهلاً وكفى فما يحدث هو انتحار للروح فلا تكن جسداً له خوار.