د.عبدالعزيز الجار الله
عملية طوفان الأقصى ويقابلها الرد الإسرائيلي العنيف والجرائم التي خلفته، تفتح أبواب الحرب:
الشامية (فلسطين وسوريا ولبنان) والعراقية واليمنية والإيرانية وربما المصرية. تتأثر منها دول الخليج نتيجة لتماسها ووقوعها في خليج العقبة والبحر الأحمر والخليج العربي، كذلك سوف ينعكس تأثيرها على روسيا والصين، ضد إسرائيل والغرب:
أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا. فقد كانت الأضواء والأنظار تتجه إلى الشرق الأوروبي إلى الحرب الأوكرانية الروسية لاحتمالية أن تكون بداية شرارة الحرب العالمية الثالثة، لكنها اليوم أكثر توقعاً قيام الحرب العالمية الثالثة من الشرق الأوسط، فلا أحد يعرف مستقبل الأمور.
أمريكا بقواتها واستعدادها العسكري لم تأت للردع فقط، بل المشاركة الفعلية في الحرب والدخول في الحرب، فهي فعلياً مشاركة في المعلومات وإمداد إسرائيل بالأسلحة والمعلومات والتخطيط والخدمات اللوجستية العسكرية وحتى المؤامرة، وأيضاً الغطاء السياسي، والدعم في المحافل الدولية والإعلامية.
إذن الاجتياح الإسرائيلي لغزة سيقع وإن تأخر قليلاً حتى تكتمل القوات الأمريكية والغربية. ولا أحد في هذه المرحلة يتحدث عن التنمية لقطاع غزة وباقي فلسطين، لأن الغرب وإسرائيل لا يتحدثون إلا بلغة الحرب والقتل وتدمير البيوت والمدن، وهذه قد تكون مجدية مرحلياً لكنها مستقبلاً ستجر الفشل لأوروبا وإسرائيل وأمريكا لأن الأحقاد لا تورث إلا أحقاداً، وهنا بدأ يعلو صوت المعارضين للحروب في العالم وبخاصة اليهود الذين لا يرغبون في مراكمة الأحقاد الشعبية، ومنهم من يعتقد أن لا مستقبل له بالشرق الأوسط بعد هذه الجرائم.
السعودية ما زالت متمسكة بقرارات الأمم المتحدة والإجماع العربي بحل الدولتين دولة فلسطينية على حدود 67م وعاصمتها القدس الشرقية، كما أنها تطرح وتدعم التنمية في الشرق الأوسط بما فيها فلسطين بدلاً من الحروب والعداوات، تنمية شاملة في القطاعين الضفة وغزة وحتى جميع فلسطين التاريخية، بدلاً من تدمير البيوت والشقق والأبراج وتعطيل البنى التحتية، وقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة، فالشرق الأوسط له تاريخ طويل من الحروب والصراعات منذ أن رحل الاستعمار الأوروبي عن أرض العرب بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945 وأوروبا لا تتوقف عن زرع الحروب بدءاً من إنشاء إسرائيل 1948 وحتى هذا اليوم من دعم إسرائيل بالسلاح والمواقف السياسية، بل إنها أوروبا وأمريكا عملت على تفكيك الوطن العربي منذ عام 1979 عبر إيران واحتلال العراق 2003، وثورات الربيع العربي عام 2010، والحروب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، كما أنها تعمل على إشعال الحروب حتى لا تبدأ أي تنمية في الوطن العربي.