عثمان بن حمد أباالخيل
للمشاة أولوية في عبور الطريق، عند الإشارات المرورية والتقاطعات المخصصة لهم عند المساجد، المدارس، المتاجر، المستشفيات والأسواق التجارية والمجمعات السكنية والدوائر الحكومية والحدائق العامة وغيرها, أتساءل هل هذه الأولوية معززة بالأنفاق وجسور المشاة؟. على سبيل المثال شارع خالد بن الوليد في مدينة الرياض الذي يربط طريق خريص مع طريق الدمام يوجد به أكثر من عشر إشارات مرور لكن لا يوجد به أي جسر للمشاة. لا تقتصر كلمة «مرور» على السيارات وإنما تشمل حركة المشاة على الطرقات والشوارع. وحقيقة الأمر أن صورة المرور في أي مدينة يعكس مستوى توفر سلامة المشاة خصوصاً أصحاب الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكبار السن.
مع عدم وجود ثقافة عبور الشارع، إضافة إلى عدم توافر جسور آمنة للعبور يصبح إنشاء جسور المشاة في مدينة الرياض وكافة مدن المملكة مَطلباً وطنياً يحدّ من حالات «دهس» المارة وفوضى عبور الشوارع. شخصياً أشعر بالخوف والتردد حين عبور الشارع ومن المكان المخصص العبور عند إشارات المرور. جميل أن تكون هناك غرامة مالية تصل إلى 150 ريالاً عند عبور المشاة للطرق من غير الأماكن المخصصة لهم، ما هي آلية تطبيق هذه الغرامة؟ وما هي الأماكن المخصصة؟ أحياناً تتفاجأ أن هناك إنساناً يحاول قطع الطريق السريع لماذا يقطع الطريق إذا كان هناك جسر مشاة. وغرامة 1000 و2000 ريال لمن يقطع الطريق السريع لا تكفي مع توفر نفق أو جسر مشاة. ليس هناك أدنى شك إن جسور المشاة سوف تقضي على ظاهرة عبور الشوارع بصورة فوضوية عشوائية وبطريقة آمنة وحضارية. شواخص تنبيه قائدي المركبات بأحقية قطع الشارع للمشاة غير متوفرة بصورة كافية في بعض شوارعنا التي خصص بها ممرات آمنة لقطع الشارع.
مبادرات القطاع الخاص تحت مظلّة المسؤولية الاجتماعية سوف لنْ تتوانى في الموافقة في تمويل جسور المشاة وتسميتها تحت اسم كل ممول مثل جسر مشاة شركة سابك، جسر مشاة شركة معادن، جسر مصرف الراجحي، جسر شركة المراعي، جسر شركة موبايلي، جسر مستشفى دله وهكذا والمزيد من المسميات التي تحمل مبادرات القطاع الخاص والتي تعطيك صورة من صور حب الوطن والانتماء. وهذا الأسلوب في التمويل يبعدنا عن مشاريع الاستثمار في الجسور إلى مبادرات القطاع الخاص وحب الوطن.
جميل أن يعاقب قائد أو قائدة المركبة التي لا تعطي عند عدم إعطاء الأولوية للمشاة على ممرات المشاة المخصصة لعبورهم حين تكون على أرض الواقع بغرامة 500 ريال مع وجود كاميرات لتصوير المشاة وحقهم في العبور الآمن. حيث إني من سكان مدينة الرياض فنحن نعيش عرس قطار الرياض الذي سوف يحوُل مدينة الرياض إلى مدينة عصرية جميلة ومنظومة من النقل العام المتطورة. يشدني المنظر الجمالي لتلك الجسور المخصصة للمشاة في بعض دول العالم الغربي والشرقي، جسور المشاة التي تعطيك الطمأنينة وأنت تعبر الشارع دون الخوف من الدهس والقلق والترقبْ. يشدني المنظر المعماري في تصميم تلك الجسور.