سلسلة نتعرف فيها على الفنانين المشاركين في معرض «من حولهم» الذي أقامه معهد مسك للفنون وذلك من خلال تقديم نبذة تعريفية عنهم.

البداية حسب الترتيب الأبجدي للفنان التشكيلي القدير أحمد فلمبان.

أحمد فلمبان هو فنان تشكيلي سعودي وكاتب من مواليد 1951م في مدينة مكة المكرمة، يحمل درجة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة في روما عام 1971.

بدأت رحلة أحمد فلمبان التشكيلية بالخط العربي حيث تتلمذ على أيدي كبار خطاطي مكة المكرمة، ومارس الرسم في مراحل دراسته الأولى من الابتدائية مروراً بالمتوسطة والثانوية، ومن خلال مشاركاته المتعددة في الأنشطة المدرسية برز اسمه لتتاح له فرصة الابتعاث إلى إيطاليا بعد الثانوية مباشرة، حيث يعتبرها فلمبان أنها المنعطف الكبير في حياته على الصعيدين الفني والاجتماعي.

ويؤكد أن روما بلد الجمال والفن عبارة عن متحف كبير ومدرسة واسعة يتعلم فيها كل عاشق ومهتم وهاوٍ للفن وأنها تزيد التغذية البصرية حتى الوصول للتشبع حيث غيرت فيه الكثير من المفاهيم وأضافت له العديد من العلوم والثقافات والخبرات الأكاديمية، تخرج منها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وحصل على جائزة (مينيرفا) لأفضل طالب في الأكاديمية للعام الدراسي 1970-1971م.

ومن أهم الأساتذة الذين تتلمذ على يدهم هم: ريناتو جوتوسو، وفرانكوجنتيليني (في الرسم)، وبيانكي وشيروكي (في فن الحفر الغائر).

شارك أحمد فلمبان في العديد من المعارض وأقام 23 معرضاً تشكيلياً شخصياً في المملكة العربية السعودية وإيطاليا والنمسا وسوريا، وكان أول معرض شخصي له في جدة عام 1976م وآخرها في نوفمبر 2021 حيث نشرت الجزيرة عنه في العدد 17853 بتاريخ 12 نوفمبر 2021م وكان المعرض على شرف سعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل وصاحب المعرض تدشين كتاب فني للفنان أحمد فلمبان، وحينها قال الدكتور عبدالعزيز السبيل:

(أشعر بسعادة غامرة ونحن نتجول بين لوحات الفنان الكبير والرائد أحمد فلمبان, أحمد فلمبان من الفنانين المتميزين جداً, رجل غني بفنه وثقافته ولغاته وهو فنان وناقد ومؤلف وعازف, فالفن يحيط به من جميع الاتجاهات, هذا المعرض ربما يختلف عن معارض أحمد فلمبان السابقة من حيث تحديد الموضوع, حيث نقل في هذه اللوحات واقعاً نعيشه, حالة هلع وخوف ورؤية سوداوية من خلال ما عاشه الناس أثناء جائحة كورونا, لا تدري أن الأشخاص في هذه الأعمال هم أحياء أم أن الموت قضى عليهم وما زالوا شامخين بإصرار, رغم النظرة السوداوية إلا أننا نجد بصيصاً من الأمل في بعض اللوحات, نحن أمام مجموعة من الأعمال المتميزة وهي فعلاً من الأعمال الخالدة التي يمكن رؤيتها في كل زمان ومكان, فهي لا تنتمي لفئة اجتماعية معينة أو جغرافية محددة).

أما على صعيد الكتابة التشكيلية فقد كتب فلمبان أكثر من (400) مقال وقراءة تشكيلية بعدة لغات ونشرت في الصحف السعودية والإيطالية والنمساوية وله ستة كتب عن الفن التشكيلي منها (التشكيليون السعوديون، فن في نصف قرن، أضواء على توجهات الفن التشكيلي السعودي، لماذا وماذا، إضاءة للذكرى، حكاية أجيال).

الفنان التشكيلي أحمد فلمبان من الرعيل الأول من فناني المملكة العربية السعودية بخبرة وإبداع تجاوز الخمسة عقود تميزت أعماله الفنية في انعكاس معاناة الإنسان ومآسيه، وثّق العديد من صور الإنسان في المجاعات والحروب وغيرها وتميز بأسلوب عالمي أوصله إلى كل أنحاء العالم فهو عضو في الأكاديمية الإيطالية للفنون وعضو في رابطة الفنانين العالميين، نال العديد من الجوائز منها وسام نجمة إيطاليا برتبة فارس منحه له الرئيس الإيطالي آنذاك عام 2007م ودرع مسك كأحد رواد الفن التشكيلي السعودي والمركز الأول في البينالي الأوربي والبحر المتوسط الثلاثين بإيطاليا عام 2005م.