د. يعقوب بن يوسف العنقري
يقوم صندوق الاستثمارات السعودي بعمل احترافي في تنمية الاقتصاد الوطني، والاستثمار في المشاريع والمجالات ذات الجدوى الاقتصادية، والمحققة لنمو الناتج المحلي من المجال غير النفطي، وهو ما لاقى إشادة واسعة محلية وعالمية في النتائج المبهرة التي حققها.
وما أود بيانه في أنني كأكاديمي متخصص بالمجال الثقافي وخلال كتابتي لأطروحتي الدكتوراه حول صورة الإسلام في الصحافة البريطانية، وخلال بحثي عن وسائل تصحيح الصورة النمطية الخاطئة حول الإسلام ووطننا أنني لم أكن أتصور إمكانية الاستثمار في المجال الرياضي في الأندية الأوروبية، فكانت الوسائل المقترحة التي رأيتها هي بما رأيته فيه واقعية للقارئ حتى لا أتعرض للانتقاد بأنني مبالغ في نظرة معالجة التصور الخاطئ.
لقد أدهشني وأسعدني عندما انطلق صندوق الاستثمارات السعودية بالاستثمار بالمجالات المتنوعة وبخاصة المجال الرياضي بدافع التنمية الاقتصادية، ونظرت للأثر والتأثير الثقافي الإيجابي المصاحب لذلك، فلم أكن أتصور أن الشاب الإنجليزي الليفربولي تتلاشى لديه القولبة تجاه بلادنا، ثم تجده يحضر لقاءات المنتخب السعودي الجارية في مدينتهم، ويؤازره ويشجعه وكأنما لديه شعورٌ بالانتماء لهذا البلد.
وليس الأمر يتوقف عند هذه الخطوة الخارجية فحسب بل نجد الأثر والتأثير الثقافي الإيجابي للاستثمار الرياضي، وتصحيح الفهم الثقافي الخاطئ عن بلادنا وذلك من خلال استقطاب جملة من اللاعبين العالمين ممن لهم حضور عالمي، وشعبية واسعة في القارات، وما رأيناه من اندماجهم في المجتمع السعودي وفي ثقافته وتراثه، فأصبح اسم المملكة العربية السعودية يتردد صداه في شرق الكرة الأرضية وغربها، وتتهافت الوسائل الإعلامية في البلدان المتعددة لنقل اللقاءات الرياضية والتي حتماً ستعطي المشاهدين شعوراً إيجابياً تجاه المجتمع السعودي، وانفتاحه وتعايشه مع الآخرين بعيداً عن الصور المشوهة عن مجتمعنا.
وقد يظن البعض أن الاستثمار الرياضي هو نوع من الرفاهية الاقتصادية ولكنه في الحقيقة له انعكاسات إيجابية على ديننا وقيمنا وثقافتنا.
إن القراءة الثقافية لمثل هذه الاستثمارات تشعر المواطن بالفخر والاعتزاز في كفاءات وطننا، وتذكرنا بأن أصحاب النوايا الحسنة العاملين بحزم وعزم دائماً يوفقون لسبل النجاح مهما بدت الصعوبات والعقبات التي تواجههم وتحول دون وصولهم للنجاح.