د. خالد عبدالله الخميس
تناقض عجيب، فمن جانب تجد أن أمريكا هي القوة العظمى في العالم عسكرياً واقتصادياً ولها نفوذ وثقل سياسي على مناطق العالم وتعتبر الأولى اقتصادياً في العالم وذلك بالنظر إلى الناتج السنوى المحلي GDP بمقدار يزيد عن 26 ترليون دولار، وكان يفترض أن ينعكس هذا التميز على رفاهية الشعب الأمريكي فيصبح الشعب الأمريكي هو أكثر شعوب الأرض رفاهية، لكن المراقب يجد أن نسب الجريمة عالية في أمريكا نتيجة لزيادة نسبة الفقر وأن حال التأمين الصحي ضعيف وأكثر من هذا عجباً، إن كثيراً من الأموال تذهب لمساعدة إسرائيل ودول أخرى، فعندما طلبت إسرائيل 14 مليار دولار من أمريكا كمعونات مالية لم تترد أمريكا أن استجابت. ولا أدرى كيف تفهم هذا التناقض وهذه المعادلة التي يصوت الحزب الحاكم لصرف أمواله في نفع غيره ويبقى شعبه يعاني من انتشار الفقر والجريمة والفقر والمرض، فأمريكا هي الصوت الأعلى في الديمقراطية والحرية ومع ذلك يتجه القرار السياسي لأن يصب في مصلحة غيرها من الشعوب دون أفرادها، كما لو كان القرار مختطفاً من قبل هيئات ومنظمات ولوبيات مسيسة.
هذا الاعتراض الذي ينبغي أن يصرخ به الشعب الأمريكي ضد حكوماته للمطالبة بتحسين الأوضاع الداخلية بدلاً من الصرف الخارجي، تجده عند شعوب دول أخرى غير ديمقراطية يعتبون على حكوماتهم فيما لو دفعوا معونات خارج دولهم على حساب شعوبهم.
متى يصحو الشعب الأمريكي ويستشعر أنه يجب أن يتشكل حزب أمريكي جديد بخلاف الحزبين المختطفين الديموقراطي والجمهوري اللذين وضعا مصلحة إسرائيل فوق مصلحة أمريكا.