فضل بن سعد البوعينين
تشهد المنطقة الشرقية مرحلة مهمة من مراحل التطوير النوعي الهادف إلى تعزيز مشروعات التنمية المستدامة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030. لم يعد قطاع النفط والبتروكيماويات المحرك الوحيد لاقتصاديات المنطقة، فإستراتيجية تنويع مصادر الاقتصاد، أعادت ترتيب الأولويات التنموية، وتحفيز القطاعات الاقتصادية لرفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.
الخدمات اللوجستية، والسياحة من القطاعات المستهدفة بالتطوير والتحفيز، لدعم الاقتصاد الوطني، واقتصاديات المناطق بحسب مقوماتها المتاحة. والمنطقة الشرقية من المناطق الثرية بالمقومات السياحية، والإمكانات اللوجستية.
محافظة الجبيل من المحافظات التي حظيت بمقومات سياحية ثرية مرتبطة بشريط ساحلي جميل، وجزر عذراء، ومواقع تراثية، وبنى تحتية متكاملة، وقطاع ضيافة متنوع. إضافة إلى تمتعها بقدرات لوجستية مهمة، مدعومة بثلاثة موانئ متخصصة على الخليج العربي، ومنطقة اقتصادية خاصة في رأس الخير.
سمو أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، شرف حفل الأهالي ودشن مجموعة من المشروعات في محافظة الجبيل في عدد من القطاعات الحيوية ومنها، المشاريع البلدية، والتعليمية، والمياه، والمرور، والموانئ والمشاريع البيئية والخيرية، وبتكلفة إجمالية تجاوزت قيمتها 1.17 مليار ريال. وهي مشروعات معززة للبنى التحتية، والتنمية الاقتصادية والمجتمعية، إضافة إلى تركيز بعضها على القطاعين السياحي واللوجستي وهما من أهم القطاعات الواعدة التي ركزت عليها برامج رؤية المملكة 2030.
التوسع في إنشاء المرافق السياحية في مدينتي الجبيل، والجبيل الصناعية ستدعم القطاع السياحي عموما، وستعزز مكانتهما على خارطة السياحة النوعية في المنطقة.
أما القطاع اللوجستي، فيمكن لميناءي الجبيل التجاري والملك فهد الصناعي، وميناء رأس الخير، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، أن تجعل من المحافظه أهم مراكز الخدمات اللوجستية في المنطقة. لذا جاءت مشاريع ميناء الجبيل التجاري متوافقة مع مستهدفات المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية وإستراتيجية تطوير الخدمات اللوجستية التي تسعى المملكة لتكون مركزا عالميا لها وحلقة وصل حيوية في سلاسل الإمداد الدولية.
ومن تلك المشاريع التي تم تدشينها، مشروع الخط الحديدي الذي يربط بين شبكة السكك الحديدية في الشرق والشمال، و الشبكة الحديدية الداخلية بمدينة الجبيل الصناعية وميناءيها الصناعي والتجاري، وتوسيع عمليات الشحن، لتوفير خيارات وحلول جديدة ومتطورة، تركز على الموثوقية والكفاءة، ومشاريع البنية التحتية، وزيادة القدرة الاستيعابية بالموانئ، وإنشاء محطة بتروكيماويات حديثة تحتوي 10 أرصفة ومنطقة خزانات. المواءمة بين المشاريع الخدمية والمتطلبات البيئية وإستراتيجياتها الوطنية ومنها مبادرة»السعودية الخضراء» كان حاضرا من خلال زراعة أكثر من 5.000 شتلة داخل ميناء الملك فهدالصناعي بالجبيل.
سمو الأمير سعود بن نايف، أكد على «أن تدشين مشاريع جديدة للهيئة العامة للموانئ في موانئ الجبيل بالمنطقة الشرقية سيكون دافعاً مهماً لتعزيز الحركة التجارية والخدمات اللوجستية، وتمكين الصادرات والواردات السعودية إلى الأسواق العالمية، وزيادة قدرة المملكة على المنافسة العالمية».
اهتمام كبير وعناية مكثفة من سمو أمير المنطقة وسمو نائبه بالمشروعات التنموية لانعكاساتها على التنمية الاقتصادية، وجودة الحياة بمعناها الشامل، والمجتمع بشكل عام، وهذا ما يؤكده حرص سمو الأمير سعود بن نايف على الوقوف شخصيا على المشاريع التنموية، ومتابعتها ودعمها وتحفيز القطاعات المنتجة والمساهمة في عمليات التطوير، وتذليل العقبات، ودعم القطاع الخاص وتحفيزه للمساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والمسؤولية المجتمعية، وسموه الداعم الأكبر لها، وربط كل ذلك بالمجتمع من خلال لقاءته الدورية بالأهالي وتشريفه احتفالاتهم، وإطلاعهم على المشروعات والاستماع منهم لما فيه الخير للجميع. تقدير العمل ومكافأة المتميزين، ومشاركتهم فرحة النجاح بمشروعاتهم الحيوية يقود دائماً إلى مزيد من التحفيز في القطاعات المنتجة، ويسهم في إشاعة روح التنافس. الاستثمار في مشروعات البنى التحتية ذات البعد الاقتصادي يمكن أن يحقق عوائد استثمارية مجزية، وانعكاسات مباشرة على جميع القطاعات، ويسهم في توطين الاستثمارات، وخلق الفرص الوظيفية والاستثمارية. زيارة كريمة ومشاريع مباركة حظيت بها محافظة الجبيل تستحق الشكر والثناء للقيادة الرشيدة ولسمو أمير المنطقة وسمو نائبه، وللجهات الحكومية الأمنية والخدمية، وفي مقدمها محافظة الجبيل.