محمد بن علي بن عبدالله المسلم

أقيم معرض الرياض الدولي في الفترة من 28 سبتمبر - 7 أكتوبر 2023 وكالعادة الحنين (لخير صديق) الكتاب... (ومهما كانت الظروف) لزيارة المعرض واقتناء ولو كتاب واحد جديد أو لظروف خاصة لم أتمكن من زيارة المعرض إلا في آخر يوم للمعرض وذلك يوم السبت 7 أكتوبر 2023 وهو أيضاً يوم إجازة مما زاد في الزحام، وتنوع الزوار ما بين صغير وكبير وأفراد بل وعوائل وأطفال!

كان المكان في رحاب (مدينة) جامعة الملك سعود، ورغم تعدد المواقف إلا أنها متباعدة وصعبة على البعض رغم توفير وسائل نقل من المواقف للمعرض وكذلك عربات الجولف كان عدد المشاركين أكثر من 1800 مشارك من 32 دولة وصاحب المعرض برامج ثقافية وحفلات موسيقية ومسرحيات، وألعاب أطفال!

كان في ذهني كتاب واحد على الأقل قرأت رسالة بأن الدكتورة/ هند تركي السديري قد ألفت كتاباً عن والدها رحمه الله وهو شخص عزيز جداً علي وجارنا في طفولتي منذ نحو سبعين عاماً في حي دخنة. نعم كنا نسكن على شارع واحد يقع جنوب مبنى المحكمة بدخنة بنحو مائة متر (وليس على شارع الفريان) ما زالت صورته في ذهني وعرضه بحدود خمسة أو ستة أمتار فقط، لدرجة أنه لا يتسع لسيارتين متجاورتين مما يضطر أحدهما إلى الرجوع إلى الخلف إلى مدخل الشارع أو إلى أقرب (سكة) شارع فرعي.

المهم. كانت الجارة أم تركي (رحمة الله عليها وذكرها بكل خير) من أقرب الجيران للوالد والوالدة رحمهما الله تعالى، وكانت أم تركي تزور الوالدة إلى ما قبل وفاتهما جميعاً إلى رحمة الله في منزل الوالد بالربوة، رغم انتقالنا من دخنة إلى الملز في أوائل الثمانينيات الهجرية.

التقيت (المرحوم بإذن الله) (آخر مرة) في حدود عام 2012 - 2013 وطلبت منه طباعة ونشر كتابي «نظريات وتقنيات التنمية والإدارة في المملكة» ضمن سلسلة كتاب الرياض 185 ورحب بذلك وصدر عام 2014 وهو بحث رسالة ماجستير في الإدارة العامة من جامعة ولاية بنسلفانيا عام 1976 (بعد تحديثه وترجمته).

وعند سؤال أبي عبدالله عن صحته وكان ذلك بعد عملية المعدة، أفاد بأنه يعاني من آلام الأمعاء (ولم يكن يتشكى) وبقراءة كتاب الابنة البارة الدكتورة/ هند وبعنوان كان هنا .. تذكرت مقولته مرة عندما تقابلنا في مطار الرياض: اللي ما عنده بنات ما عنده عيال!! (وهي مقولة واقعية في مجتمعنا..).

لنعود للمعرض: كان معرض هذا العام مميزاً بالسعة وكثرة الزوار نحو مليون زائر، زيارتي للمعرض هذه المرة كالعادة إضافة إلى البحث عن كتاب عن تركي السديري رحمه الله. ليس لدي عنوان الكتاب ولجأت إلى الاستعلامات مرتين ومع شباب لم نصل إلى نتيجة ولكن في المرة الثالثة (بحمد الله) كانت ثابتة حينما سألت إحدى بناتنا التي أخذت معلوماتي (المحدودة) عن الكتاب، ولجأت إلى جوالها وبحثت فعرضت علي.. يوجد كتاب باسم: كان هناك والمؤلف هند تركي السديري فقلت هذا هو! أين أجده قالت في دار نشر... إذا سرت قدام تجده على يمينك ولما رأت عدم استيعابي قالت اتبعني حتى أدخلتني دار النشر وسألت عن الكتاب وعندما تأكدت من كل شيء ودعتني شاكراً ومقدراً لها مساعدتها، وهذا ذكرني أيضاً بمقولة المرحوم عن البنات!! وخرجت من دار النشر تلك بالكتاب وعدد من الكتب الأخرى وأنا لا أقاوم القراءة المطبوعة وما زلت أفضلها على الوسائل الأخرى.

وقبل الختام لا بد من الإشارة إلى مسمى «ملك الصحافة» الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أحد رواد الصحافة السعودية بل العربية بكلمة الحق وصدق الكلمة رحمك الله يا أبا عبدالله وجعلك في عليين ووالدتك الكريمة ووالدينا.

وأخيراً وليس آخراً أستغرب غياب دور النشر الجامعية من معرض الكتاب وما تحويه من أبحاث قيمة ومحكمة وعدم نشرها وتوزيعها (بيعها) ليستفاد منها فالأبحاث لم تعمل لتحفظ على الرفوف!!

باختصار

- ما أجمل أن تتذكر جيرانك وزملاءك (في الدراسة والعمل) وأصدقاءك وكل من مر عليك بحياتك بالخير وأن تدعو لموتاهم بالرحمة ولحيهم بالصحة والسعادة، للجار حقوق عظيمة وقد وصى رسولنا صلى الله عليه وسلم بحسن التعامل مع الجار وقوله صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».

- يعيش العالم هذه الأيام أياماً صعبة اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً والحروب وطغيان الكيان الصهيوني بمساعدة أمريكا ودول أوروبا وحرب الإبادة على أهالي غزة وقصفهم المستشفيات وتجويع الفلسطينيين، لكن الظلم والطغيان له نهاية وعقاب من السماء، نسأل الله أن يكون قريباً.

والله الموفق؛