سلطان مصلح مسلط الحارثي
بعيداً عن تعقيدات كرة القدم في عصرها الحديث، وبعيداً عن تكتيكاتها التي يبذل فيها كبار المدربين جهداً كبيراً، ويمضون وقتاً طويلاً لرسم خطة تناسب مبارياتهم، وتنسجم مع أداء عناصر فرقهم، وقراءة الخصم والمباراة، وبعيداً عن ما يدور في ذهن عمالقة المدربين في العالم، لتطوير كرة القدم وتقدمها، يأتي لنا لاعب من عالم آخر، لاعب من فئة اللاعبين الكبار، بل هو لاعب من فئة النجوم السوبر ستار، الذين حظي الدوري السعودي بالتعاقد معهم، وحظينا بمشاهدته على الطبيعة، يتنقل بين ملاعب كرة القدم السعودية، وينقلنا لعالم كروي «فاخر»، ويرتقي بذائقتنا، ويشبع رغباتنا التي لم تكن تشبع سوى بمشاهدة مباريات كرة القدم الأوروبية.
ذلك النجم، الذي يعزف حروف الإبداع على أرض الملعب، هو لاعب فريق الهلال الصربي سافيتش، الذي جعل المتابع الرياضي يتابع كرة القدم وكأنها سهلة جداً، لا تحتاج للمقدمة التي ذكرناها سابقاً، ولا تحتاج للتعقيدات التي يصعب في بعض الأحيان تفسيرها، وقراءة أهدافها، وأهداف من صنعها وفكر فيها، فالصربي سافيتش، يداعب كرة القدم كما لو كان يداعب طفلته الصغيرة، الكرة في قدمه تشعر بسهولتها دون أي تعقيدات تكتيكية، ينقل كرته بلمسة واحدة، تعتقد لوهلة أن تلك النقلة سهلة جداً، وبالإمكان أن يفعلها أي لاعب، ولكنها تصعب حد الاستحالة على نجوم العالم، وقلة نادرة هم من يشعرونك أن كرة القدم سهلة جداً، وهي في واقع الأمر أصعب بكثير من تعقيدات كبار مدربي العالم.
سافيتش في دورينا، ينشر «الفرح»، ويصنع «الابتسامة»، ويجبرك على التصفيق له حتى وإن لم تكن من أنصار فريقه، فالإبداع الذي يرسمه داخل المستطيل الأخضر، والفن الذي يقدمه كلما تقدم داخل منطقة المنافسين، يجعل المنتمين للوسط الرياضي يشعرون بشيء من «الفخامة»، كون هذا اللاعب ينتمي لفريق سعودي.
الأهلي وإعلام الجهل والغوغائية!
فاز الهلال وخسر الأهلي في المباراة الدورية التي جمعتهما لصالح الجولة الـ11 يوم الجمعة الماضي، وهذا أمر طبيعي وغير مستغرب، فالهلال الذي يتسيد الساحة الرياضية المحلية دون منافس، ويتزعم القارة الآسيوية دون مقارع، ولفت انتباه العالم منذ تحقيقه لـ «الوصافة العالمية» في كأس العالم للأندية، لن يعجزه الفوز على فريق للتو صعد من دوري يلو، وتاريخه في الدوري السعودي الممتاز لا يتجاوز «ثلاثة ألقاب» فقط، بينما يغيب عن المشهد الآسيوي، حيث لا وجود له على الخارطة القارية، واسمه مجهول للعالم العربي ناهيك عن القاري!
هذا بالنسبة للتاريخ، أما الحاضر، فالهلال يتصدر هذا الدوري دون أي خسارة، بعد أن سجل 30 هدفاً كثاني أقوى الفرق هجومياً، ولم تستقبل شباكه سوى 8 أهداف كأقل الفرق استقبالاً للأهداف، بينما سجل الأهلي 21 هدفاً واستقبلت شباكه 17 هدفاً، من ضمنها «خماسية» من فريق الفتح الذي يتفوق عليه الأهلي في «الميزانية والصرف»، وقيمة «النجوم»، إلا أن «المال» لم يكن يوماً سبباً في النجاح ما لم يرافقه «الفكر»، وطالما أن فكر «الإعلام الغوغائي» يتوغل داخل البيت الأهلاوي، مؤمناً بنظرية «المؤامرة»، و»جاهلاً» بقوانين كرة القدم، فلن تقوم للأهلي قائمة، إلا إذا استطاع المسؤولون عن النادي الأهلي «عزل» فريقهم عن الإعلام المنتمي له، و»تحييد» ذلك الفكر «العقيم»، الذي «يتنفس» من خلال «ادعاء المظلومية»، و»يعيش» على «عاطفة» الجماهير التي يتلاعب فيها كيفما شاء، غير آبه بأخطاء فريقه، وغير مبالٍ بتصحيحها.
القوة الزرقاء تميز وإبداع
أبدعت القوة الزرقاء في مباراة الهلال والأهلي، وتجلت مع كثافة الحضور الجماهيري الهلالي الذي ملأ جنبات إستاد الملك فهد الدولي، لتعود جماهير الزعيم العالمي للواجهة بالحضور الذي يليق بفريقها، والتأثير المباشر، وهذا ما كان ينقص الهلال خلال الموسم الماضي، وقد انتقدناها كثيراً، واليوم لا بد أن نشيد بالتميز الذي كانت عليه القوة الزرقاء، وحضور المدرج الأزرق الفخم، الذي تفاعل معه نجوم الهلال، وقدموا مباراة كبيرة، استشعروا من خلالها قيمة مدرجهم.
القوة الزرقاء، والحضور الجماهيري الكثيف والفعَّال، لا بد أن يستمران في مباريات الهلال طوال الموسم، فالوسط الرياضي باختلاف انتماءاته، يعرف ضخامة وفخامة جمهور الهلال، متى دعم وآزر فريقه في الملعب، ومنافسو الهلال، يعرفون قيمة وتأثير المدرج الهلالي، بل ويهابون حضوره بالشكل الذي كان عليه في مباراة الهلال والأهلي.
تحت السطر
- يتغير المشهد الرياضي، وتتطور الأفكار، ويتقدم الدوري السعودي بوجود نجوم وأساطير كرة القدم، ونبحث عن الكمال الرياضي برؤية قائد رؤيتنا سمو ولي العهد، ولا يزال «فكر المؤامرة» يعشعش في العقل الباطن لمن اعتاد على نظرية المؤامرة والإيمان بها.
- بإجماع محللي التحكيم، لم يكن في مباراة الهلال والأهلي أي خطأ أثر على نتيجة المباراة، ولكن «الغوغاء والجهلة»، لم يتوقف «صراخهم وعويلهم»، مدعين ظلم الأهلي الذي لم يشاهده أحد!
- سالم الدوسري، نجم خارق، وأسطورة جيله، حقق كل ما يمكن تحقيقه كروياً، وهو ما يتمنى تحقيق نصفه جل اللاعبين.