عهود عبدالكريم القرشي
في الأول من نوفمبر 2023م، توجت مدينة الطائف مدينة إبداعية في مجال الأدب! فأي جمال وبهاء يضاهي هذا المسمى؟ حيث أعلنت شبكة اليونسكو انضمام الطائف لقائمة المدن الإبداعية التي تعددت مجالات إبداعها ما بين: (الحرف والفنون الشعبية، التصميم، الأفلام، فن الطهو، الأدب، فنون الإعلام، والموسيقى)، أخذت الطائف قلادة الأدب وتزينت بها وغدت صديقة لأكثر من 350 مدينة إبداعية حول العالم.
أما لماذا نالت الطائف هذه التسمية الفاخرة، فلأنها حسبما ورد في الإعلان على شبكة اليونسكو. «تم الاعتراف بالمدن الجديدة -ومنها الطائف- لالتزامها القوي بتسخير الثقافة والإبداع كجزء من استراتيجياتها التنموية، وعرض ممارسات مبتكرة في التخطيط الحضري الذي يركز على الإنسان».
الطائف من المدن الإبداعية في مجال الأدب، جُملة تملؤني فخراً وسعادة، وأود الحديث نيابة عن مدينة الطائف مسقط رأسي، ومهدُ معرفتي وأدبي، ومنشأ ذكرياتي، وحاضنة حياتي. أود التعبير عن فرحة الطائف وامتنانها للعالم الذي سماها فأحسن تسميتها، وأعطاها عربوناً للمجد القادم.
شكراً للبيوت الشعبية القديمة، والشوارع المُثقلة بالذكريات، شكراً للمباني الحديثة المغرورة، والقصور الكبيرة المترفة، شكراً للطرق المزينة بالأشجار والظل والورد، شكراً للجبال كهوف الأدباء إذا زادت الأحمال، شكراً للغيم هدهد العواطف وأمطر المشاعر، شكراً لهواء الطائف ملأ صدور المبدعين فأبدعوا.
شكراً أكاديمية الشعر العربي، مركز تاريخ الطائف، النوادي والجمعيات الأدبية، شكراً للشعراء الذين ملأوا الوطن شعراً، شكراً للأدباء الذين اشبعوا المكتبات كتباً، شكراً للمؤرخين والقراء والمثقفين الذين كتبوا ولو سطراً إبداعياً في كتاب أو في لقاء، ذات ضيفٍ أو شتاء، شكراً لكم ساهمتم في تتويج الطائف بهذا اللقب الجميل.
شكراً وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، شكراً وزارة الثقافة، شكراً رؤية الخير رؤية 2023م، وشكراً شبكة اليونسكو على هذا الخبر الذي سمعته القلوب قبل الآذان، وارتبط بجو الطائف العليل وأدبها الرفيع ودهن وردها، وحلاوة فاكهتها، وجدارة شعرائها، ونبوغ أدبائها.
أما أنا ابنه المدينة الأديبة الفاضلة، فلا يسعني إلا أن أقول: سيتغنى الطائف بكل ما فيه أدباً وإبداعاً.