شروق سعد العبدان
الغضب الذي فاق احتمال مشاعرنا وأجسادنا سيقتلنا ذات يوم.
سينهار الصبر الذي بنيناه عند أول قرار نستسلم فيه لظروفنا القاهرة.
نحن نسعى على أمل ألا يكون هذا السعي حصاده الإنهاك فقط. وعواقبه أعمارنا الضائعة.
أكثر ما نخاف منه ألا يكون الرعب من الأشياء التي تطمئننا. والتي راهنا على بقائها معنا مهما حدث.
وألا يكون الجلوس في آخر الممر الطويل جلوس نحيب وقهر.
فلنتخذ من كل قلب اختارنا في العتمة حرزاً لنا
يقف بيننا وبين معتركات القدر وسوء المصير
وخيبة الحياة.
أن يكون حصنا حصينا لا يخترقهُ بشر ولا حجر.
قلب كان منا ولنا ومعنا.. لا نحمل هم الحقيقة معه.
حقيقتنا نحن وقتما يغلبنا الغضب.
وتكوينا الظروف ويغتال منا التعب.
ولتكن صعابك سهلة..!
لقد حولتني قسوة الزمن؛ لحنية الأرض، وأزمات الظروف؛ لسهولة العيش، والخذلان؛ لعطاء لا ينضب.
جعلوا مني شيئاً عكس ما فعلوه
وهذا بحد ذاته نصر..
نمرُ في انطفاء متمادٍ.. ظُلمة لا مصابيح بها ولا قمر.. قد لا نرى حتى كف أيدينا داخلها.
وهنا نكون على طرف الشعور..
إني انظر إليك نظرة الأمل الوحيد في نظري.
وضماد الوجع الذي شق بقسوته صدري.
أنك أنت السرور الذي ألجأ إليه وأنا أجري.
وأنت الذي رفعت وزري وقتما أنقضَ ظهري.
ودثرتني وزملتني وأمنت خوفي.
ومسكت في الطرقات يدي وأحببت حرفي.
فلا تجعلني بعد هذا الأمان المُفرط في خوف دائم.
لا أريد أن أعيش شعور التمسك أريد أن يرتخي قلبي
ويرتاح خاطري وأن تملأ الطمأنينة نفسي حتى تفيض مني..
أريد أن أسمعك كثيراً وأحتضنك كثيراً وأحدثك كثيراً..
تعبت من القلق على فقدك.
أشبعني شعور الارتياح..
فأنت النافذة الوحيدة التي أتنفس من خلالها فلا تُغلق..
لأن فتح النوافذ يحتاج استعداداً مميتاً وأنا لا أريد سواك..
خُذني إليك بشدة.. ألصقني بك دعني أشعر بأن قلبك ينبض في قلبي.
وأن عطرك علق في جبيني وعلى أطراف شعري.
احمني من نفسي ومن الانعكاسات التي قد تقتلني وأنا لا أشعر..
وإياك أن تخذلني فلم يعد هناك متسع للخذلان في داخلي ولا حتى أيام أعيش بها بهذا الشعور.
الأمان يعلمنا ألا نكترث لكل الأمور ونعطي الأشياء حقها الطبيعي دون أن تتمدد فينا.
هكذا حدث..
لقد وجدتك حرزا حريزا أراهن على أنه لا يُهد مطلقاً..