خالد بن حمد المالك
الأمير محمد بن سلمان لم يتحرك من فراغ حين وظّف كل الإمكانات للحصول على ترشيح المملكة لاستضافة كأس العالم عام 2034، ولم يأتِ قبول ملف المملكة، وعدم منافسة أي دولة لها إلا لأن واحدةً من الدول لم تكن لديها القدرات كما هي لدى المملكة في تحمّل أعباء ومسؤوليات وإنجاح التنظيم بالمستوى الذي يُنتظر من المملكة.
* *
ولي العهد بحسّه الوطني، ورؤيته المستقبلية، وهاجسه بأن يكون للمملكة قصب السبق، والحضور اللافت على مستوى العالم، وفي ظل التغيير الشامل الذي تشهده بلادنا في كل ميدان في عهد الملك سلمان وتوجيهاته، وقيادة ولي العهد، كان لابد أن تكون الرياضة ضمن الاهتمام الكبير لدى ولي العهد وتفعيلها كأحد مصادر تطور الاستثمار والسياحة والاقتصاد وغير ذلك كثير.
* *
السؤال: ماذا يعني اهتمام المملكة، والأمير محمد بن سلمان شخصياً بتنظيم كأس العالم لكرة القدم في المملكة، وماذا يضيف للمملكة هذا التنظيم، وما هي جدواه وتأثيره مستقبلاً في ظل حجم التغيير والتجديد الذي تشهده المملكة في كل الميادين، وفي جميع المجالات، وحيث اتجاهها نحو المستقبل الواعد بكل ما يسر الخاطر، ويشرح الصدر، ويضعها في عين الإعجاب؟
* *
إن قبول ملف المملكة، وبالتالي ترشيحها دون منافسة يعني - فيما يعنيه - أن ثقل ووزن وأهمية المملكة هو من جعلها المرشحة الوحيدة دون وجود منافسة لها في تاريخ المسابقة الرياضية الأهم على مستوى العالم، وهذه بمثابة شهادة عالمية بثقة العالم بها، وبالتالي تأكيد وتعزيز فرص المملكة في الفوز بالاستضافة دون وجود منافسة، وهذا حدث غير مسبوق في تاريخ المسابقة.
* *
كما أنّ تأييد ملف المملكة بالإجماع ومن 125 اتحاداً كروياً من مختلف أنحاء العالم، وكأن هذا التأييد يتحدث عن التحول الكبير الذي تمر به المملكة بقيادة الملك وولي العهد، حيث رؤية المملكة، والإنجازات الكبيرة التي تحققت، ومشاريع التحسين والتجديد والإضافات والتطوير الذي تمر به المملكة في جميع مناطقها ومدنها، بما لم تشهده من قبل، وهو ما يمكن أن يُنظر إلى ترشيح المملكة على أنه ينسجم مع ما يتم فيها من عمل كبير ومتابع على مستوى العالم.
* *
وهناك العلاقات الدولية المميزة التي تربط المملكة بدول العالم، وفق سياسات موزونة مع الدول الأخرى، ما جعل إستراتيجيتها في تقديم ملف الاستضافة ناجحاً بكل المقاييس، بل وبلا منافس، لا كما كانت عليه الملفات السابقة لكأس العالم، حيث كان لتنسيق المملكة المبكر مع الدول المعنية ما سهل تجاوبها مع الرغبة السعودية.
* *
وإذا تجاوزنا مسألة التوقيت المدروس للتقدّم بملف استضافة كأس العالم، والتأييد الكبير من دول العالم، وعدم تقدم أيٍّ من دول آسيا بطلب الاستضافة، فإن الجانب الآخر فيما يعنيه استضافة المملكة لكأس العالم، ظهور قوتها وقدرتها على التأثير أمام العالم، باعتبارها دولة رائدة قارياً وعالمياً.
* *
ومن المهم ألا نغفل الإدارة المتميزة التي كان لديها ملف الاستضافة بقيادة وزير الرياضة النشط الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، مستثمرة عبقرية سمو ولي العهد في حسم استضافة المملكة لكأس العالم، فوراء هذا الإنجاز عمل كبير تولاه الأمير محمد بن سلمان بنفسه، وهو ما يعني أهمية هذا الدعم الكبير لقطاع الرياضة, لتأتي هذه الاستضافة تتويجاً لذلك من جهة، وثقة من الاتحادات الإقليمية والدولية بالملف السعودي من جهة أخرى، وكل هذا نتيجة لدعم سمو الأمير، واهتمامه الشخصي بالتنظيم.
* *
وما يعنيه هذا الترشيح أيضاً، أن ولي العهد يحرص في كل إنجاز أن يربطه برغبات وطموحات وتطلعات الشباب، باعتبارهم يمثلون النسبة الأكبر في المملكة، والرياضة تتمتع بالاهتمام الأهم بين الشباب، ولهذا يأتي دعم الأمير للقطاع الرياضي تعزيزاً لريادة المملكة في مختلف الرياضات، والمنافسات العالمية، حتى أصبحت اليوم موطناً للأحداث الرياضية الكبرى الدولية.
* *
إن استضافة المملكة لكأس العالم لها من الإيجابيات الشيء الكثير على مختلف المجالات، وهو ما يعني أن الاقتصاد، والبنية التحتية، والاستثمار، والسياحة، وغيرها، وتطويرها تأتي ضمن مستهدفات خطة المملكة 2030 وباستضافة كأس العالم، فإن الحراك والنشاط في مجالها سيكون كبيراً.
* *
وأخيراً فسوف يصاحب استضافة المملكة لكأس العالم تنفيذ الكثير من المشاريع ذات الصلة بالتنظيم، ما يعني الاستفادة من المنشآت بعد انتهاء فترة الاستضافة باستثمارها في استكمال البرامج والخطط والطموحات التي جاءت ضمن خطة المملكة 2030 بقيادة الملهم محمد بن سلمان.