لا يخالجني شك في الجهود الكبيرة التي تبذلها إدارة فريق الرياض برئاسة الرئيس الشاب الأستاذ (بندر المقيّل) وأعضاء مجلس إدارته وما يقدمونه في الواقع من عمل جبار لا ينكره إلا جاحد..! منذ أن استملت زمام العمل الإداري القيادي عام 2019.. حيث أعادت المدرسة إلى دائرة الأضواء وفتح فصولها من جديد بعد غياب دام 19 عاماً عن دوري المحترفين بسبب تكالب الظروف الفنية والإدارية والمالية التي كانت مقلوبة بزاوية ميل تصل (180 درجة) غيَّبت النادي العاصمي العريق عن دوري المشاهير وحرمت محبي وعشاق الفن الأحمر من رؤية فريقهم الذي عشقوه حتى الثمالة ضمن الأندية الكبار وهو الفريق صاحب التاريخ العريق الذي صال وجال في ساحة الكبار وحقق الألقاب الذهبية والمنجزات التاريخية بقيادة نجوم كبار وأسماء لامعة كانت تعج بهم خارطة المدرسة في عقد التسعينيات الميلادية من القرن الفائت.
فعودة الرياض النادي العاصمي المخضرم إلى دوري روشن للمحترفين أسعدت محبيه الذين يتمنون أن يواصل الفريق تحقيق النتائج الإيجابية ويقدم المستويات المنشودة وخصوصاً أن الفريق خاض (11) مواجهة حصد خلالها (11 نقطة) جعلته يتقدم في منطقة شبه آمنة رغم التقارب النقطي بين الفرق التي تصارع من أجل الهروب من منطقة الخطر، غير أن المدرسة وما قدمته من أداء ونتائج متباينة في ميدان المنافسة تعطي مؤشراً على أهمية (دراسة احتياج) الفريق من اللاعبين سواء المحليين أو الأجانب وهذا يتطلب وجود (لجنة فنية) تملك الخبرة والدراية والحس الفني تعمل مع الجهاز الإشرافي بالفريق وخصوصاً أن نادي الرياض يملك لاعبين سابقين لهم تاريخ مشرِّف ونجاحات مشهودة من خلال سيرتهم الرياضية الماضية وسمعتهم الكروية مع الفريق أمثال الكابتن القدير خالد القروني وأحمد زايد ومحمد السبيت وعبد الله الضعيان وطلال الجبرين.. وغيرهم من النجوم السابقين الذين يمكن الاستفادة منهم ومن خبرتهم الفنية في العمل مع الجهاز الإشرافي للفريق الأول لكرة القدم، وهذه اللجنة لو رأت النور داخل أسوار مدرسة الوسطى بالطبع ستكون ذات حضور بارز في عملية تقييم اللاعبين وتدعيم الفريق بعملية اختيار العناصر الأنسب التي من الممكن أن تدعم مسيرة الفريق الأحمر في مشواره الطويل في دوري روشن للمحترفين فأنصار ومحبو المدرسة يتمنون بقاء الفريق هذا العام حتى مع صعوبة المنافسة على الهبوط واجتياز مرحلة الخوف واختلال التوازن النتائجي والفني في ظل وجود فرق وأندية ممتازة تملك خبرة فنية أكثر من (فريق الرياض) الصاعد حديثاً, ولاعبين مميزين من الممكن أن تصنع الفارق وتقود بالتالي أنديتها إلى بر الأمان في المباريات المتبقية في المنافسة الدورية، كما أن الدعم الشرفي المادي والمعنوي للفريق ضرورة حتمية تتطلبها هذه المرحلة التي يمر فيها (الرياض) بمنعطف مهم تحدد مصيره في دوري المشاهير حتى في ظل الجهود الثمينة التي تقدمها إدارة المدرسة الشابة وعملها المتواصل.. فهي لا مناص تحتاج إلى الدعم القوي والمباشر من رجالات النادي العاصمي العريق حتى ينهض من انكساراته, ويفوق من عثراته, ويستعيد توازنه من جديد وبالتالي تحقيق آمال محبيه بالبقاء في دوري روشن السعودي.. وهو مؤهل ومرشح بأن يكون من الفرق الأكثر حظوظاً في البقاء -بإذن الله تعالى- شريطة تدعيم خطوطه وخارطته بلاعبين محليين وعناصر أجنبيه تصنع الفرق عند فتح باب الانتقالات الشتوية القادمة, وخصوصا أن الفريق يملك عناصر محلية شابة وواعدة قادت (مدرسة الوسطى) للعودة مجدداً للمكان الطبيعي في دوري روشن السعودي للمحترفين.
**
*سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض -سابقاً.