ليس غريباً.. أن تحدث في المملكة العربية السعودية نجاحات تلو نجاحات، ومسيرة إثر أخرى تمضي قدماً نحو النجاح وطموح يعانق عنان السماء، هذا ما نحن فيه بفضل من الله أولاً ومن ثم هذا الدعم من قيادتنا الرشيدة ونتاج رؤية سمو ولي العهد ملهم الجميع وعرّاب هذه الرؤية المباركة التي أثمرت على الصعيد الرياضي بأن تكون المملكة قبلة كرة القدم القادمة، استضافة البطولات الأوروبية لم تكن حدثاً عابراً وحصولها على تنظيم العديد من البطولات الإقليمية لم يكن عشوائياً، بل كانت رسالة للعالم أجمع بأن السعودية خير من تستضيف وتنظم كافة الأحداث الرياضية مهما كان حجمها، ولذا كان من البديهي في السابق وبعد كل ما سبق أن نتقدم بطلب استضافة إحدى النسخ القادمة لبطولة كأس العالم للمنتخبات ولم تكن المفاجأة هنا لكونه تسلسلاً متوقعاً، بل المفاجأة والإبهار بالتخطيط والعمل المدروس هو أننا اخترنا الوقت المناسب للمنافسة دون دخول أي منافس، بل إننا حصلنا على أكثر من 125 صوتاً إضافة إلى عجز بعض الدول عن منافسة ملف المملكة حسب حديثها ومن هنا تأكد المؤكد أن المملكة إن دخلت في ملف فهي تعلم جيداً متى تدخل وتعلم بأنها إن دخلت فالفوز يصبح مسألة وقت، فلم يسبق أن مر علينا أن تفوز دولة باستضافة كأس العالم دون منافسة، بل وبتأييد ساحق من غالبية دول العالم، لأن السعودية أثبتت للعالم وبرهنت على كفاءتها العالية في حسن الاستضافة وجودة التنظيم واسألوا كل من جرّب استضافة المملكة له في كافة الأصعدة والمجالات فهم الأجدر بالإجابة عن ذلك، وفي النهاية أنا أثق كل الثقة وبعد توفيق الله بأن السعودية ستنظم مونديالاً لن ينساه التاريخ وسيكون حديث العالم لسنوات طويلة وسنقول للاتحاد الدولي (احلم ونحقق).
* * *
وفي الجانب الآخر لا يمكن أن أنهي مقالتي دون الحديث عن فوز أسطورة كرة القدم الحالية وأحد أساطير كرة القدم الآسيوية عبر تاريخها سالم الدوسري بحصوله على جائزة أفضل لاعب في آسيا، هذه الجائزة التي تأخرت كثيراً بأن يلتصق اسمها بهذا اللاعب الكبير، فاللاعب سالم الدوسري كان يستحق هذه الجائزة من سنوات سابقة ولولا ظروف كثيرة سابقة لكنا نتحدث الآن عن حصوله على الجائزة للمرة الثانية أو الثالثة، تتويج مستحق لمسيرة عظيمة لهذا اللاعب الذي اجتهد وضحى وواكب كل مرحلة انتقالية مرت على الكرة السعودية، لم نلحظ مرحلة مرت بها كرتنا المحلية أن أصبح سالم أقل منها، سالم الذي قال له أحد الجماهير (حس يا سالم) وكأنما أوقد في داخله شيئاً لم ينطفئ حتى الآن فشارك في كل البطولات التي من الممكن أن يشارك بها أي لاعب وسجل أهدافاً في كل تلك البطولات، أصبح الهداف التاريخي برفقة الأسطورة سامي الجابر للمنتخب السعودي بكأس العالم في نسختين فقط، سجل في 3 نسخ من كأس العالم للأندية، رجل المهمات الصعبة والملاحم التاريخية، لم أشهد في هذا الجيل لاعباً حاسماً في المباريات الكبرى كسالم، بل قلّة من يتصفون بهذه الميزة في تاريخ كرتنا المحلية، هو اللاعب الوحيد الذي لا أستطيع أن أصنف أي هدف من أهدافه بأنه الأجمل، متعدد الخصائص ولاعب شامل وخيار أول لكل المدربين الذين أشرفوا عليه، سالم قصة نجاح عظيمة يجب أن تروى للنشء، تذكروا بداياته وانظروا إلى ما وصل إليه لتروا مدى كفاحه وجديته في العمل، قلتها وسأكررها سالم الدوسري أحد أفضل اللاعبين في كرة القدم الآسيوية وأسطورة من أساطيرها، فهذا الوصف ليس بالضرورة أن ينطبق على اللاعبين القدامى فقط، فسالم حقق كل ما يمكن أن يحلم به أي لاعب بتحقيقه وأكثر.
* * *
رسالتي: الأفضل لم يأتِ بعد في الكرة السعودية، وهنيئاً لمن يعيش هذه الحقبة..
**
*محمد العويفير - @owiffeer