عبد الله سليمان الطليان
عندما وصل وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى فلسطين المحتلة قال: «جئت ليس فقط كوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وإنما كيهودي» ما هي الدلالة على تلك العبارة وماذا تحمل من معنى؟ لم تكن تلك العبارة وليدة الحاضر بل سبقها وزير الخارجية السابق هنري كسينجر عندما قال أثناء عملي لم أنس (يهوديتي)، ولكن هذه المرة تأتي في حدث مؤلم لاخواننا الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون لأبشع إبادة في التاريخ على يد (المستوطنين) على أرض فلسطين.
لقد جاء الوزير بلينكن لكي يعيدنا إلى لغة التطرف والأصولية اليهودية المتعصبة التي تتناقض مع مفهوم قول أمريكا إن هناك مصالح تنبع من الديمقراطية، ولا أدري إذا كان هذا التعصب الأعمى والأخرق هو جزء من هذه الديمقراطية، بلينكن ولد في نيويورك التي تعتبر معقل الرساميل اليهودية، والذي جاء منها (باروخ جولدشتاين) الذي قاد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية في 1414 هـ/ الموافق لـ25 فبراير 1994 التي قام بها بتواطئه مع عدد من اليهود في حق المصلين، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم صلاة الفجر يوم الجمعة في منتصف شهر رمضان، وقتل 29 مصلياً وجرح 150 آخرين، بقي من الوزير بلينكن أن يلبس الخوذة ويشارك هؤلاء المستوطنين في حربهم ضد غزة، أقول للوزير بلينكن أن فلسطين تهم ملياري مسلم فيها المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن لأي مسلم أن يرضى وبقوة بأن تحكم من قبل هؤلاء المستوطنين الذين يعيثون فسادا فيه وأنتم تغضون الطرف عن تصرفاتهم المستفزة والعدوانية ضد المكان وكذلك ضد السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم وبيوتهم.
أود أن أشير لمفهوم احترام عقيدة المسلم، فمن خلال التلفزيون لاحظت عند دخول شهر رمضان يقوم الجنود من هؤلاء المستوطنين الذين يوجدون في المكان وأثناء النهار والناس صيام يقومون بتناول (العلك) لكي يستفزوا المسلمين الصائمين عند توجههم إلى المسجد الأقصى، نجد أن الإعلام الغربي المخطوف من قبل دوائر يهودية وصهيونية مسيطرة عندما يكون هناك حدث بسيط من التطرف الإسلامي فإنه يسارع إلى تشويه كل المجتمعات الإسلامية على حد سوء وبشكل مكثف من أجل ترسيخ (الفوبيا الإسلامية) ولكنه يتجاهل وبشكل متعمد تصرفات هؤلاء المستوطنين الذين قتلوا وأذلوا وأهانوا كرامة اخواننا الفلسطينيين منذ ما يزيد على 75 عاماً بدافع ديني متعصب وكريه لا يوافق تلك الشعارات الزائفة التي نسمعها من الساسة الغربيين كافة أننا ندافع عن قيم الحضارة.