«الجزيرة» - محمد العشيوي:
ليالٍ فنية أقل ما يقال عنها بأنها عظيمة، كانت «ليلة الموجي» الصيف الماضي تتحدث عن نفسها بالاستعداد الضخم الذي حدث فيها، وبالأعمال التي تغنت فيها وصلت للعالم العربي بحجم نجاحها الكبير.
وتأتي ليلة الموسيقار «بليغ حمدي» لتكون امتداداً للطرب وللأغنية والموسيقى العربية، لك أن تتخيل أن تسمع ألحاناً خالدة لا تنسى في ذاكرة الأغنية العربية وبالهواء الطلق على مسرح أبو بكر سالم.
عند المرور بتجربة الموسيقار بليغ حمدي، تجاه الأغنية التي تتمحور حول الأغنية القصصية والعاطفية نجد أنها «خالدة» في ديباجة الفن والموسيقى، مئات الأعمال التي ولدت لتسافر في سماء الخلود وعاشت في الوجدان، وتركت بصمة جوهرية في مفهوم الفن العربي، ولعل جماليات الرائع «بليغ» أعيد تدويرها لرقي الكلمة واللحن، ومن المفارقات ترنمت الذهبية أن نانسي عجرم أعيت تدوير رائعة «مستنياك» بأناقة الموسيقية كما يجب أن تكون.
وتأتي نقطة التحول الموسيقية، عندما التقى الموسيقار بليغ في أحد اللقاءات مع كوكب الشرق «أم كلثوم» في العام 1960 ليقدم لها رائعة «حب ايه» لتحلق في وجدانيات الموسيقى العربية، كيف لا وهذه الرائعة، أصبحت حديث النفس والرقي، في عذوبة اللحن، الذي يأسر كل من في الخاطر، لتستمر بعدها عشرات الألحان لتبقى في ذاكرة الأغنية والجزيرة العربية.
وعلى مستوى الأرقام ارتقت ألحانه في نهاية الخمسينات مع العندليب عبدالحليم حافظ حتى نهاية السبعينات لتطال أكثر من «ثلاثين» أغنية وتوثق محطات تروق للذائقة الموسيقية بإعمال لا تنسى، ويشهد مسرح «أبو بكر سالم» بمشاركة صابر الرباعي وماجد المهندس وأصالة نصري وأنغام ونانسي عجرم، باستعداد ضخم وتقنيات حديثة ورؤية بصرية ساحرة للعين، لتكون ليلة يشهدها الصغير قبل الكبير بالاستماع إلى الموسيقى والفن الأصيل.