د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
صالون سارة الخزيم الثقافي صيت يتمدد فيملأ الآفاق ويضيء منذ عشر سنين مضت [تأسس عام 1434] قناديل الثقافة الموسوعية في محافظة الخرج وفي نواحي الوطن الغالي ومرتبعاته وما يزال! وتكبر علائقه وعلاقاته وتتبرعم وتعلو! ذلك المنبر الثقافي المضمخ بعشق الوطن؛ في جوفه شعور وانتماء..
وفي مسيرته تبتسم اللقاءات وتُبرم الاتفاقيات مع نيف من منصات الثقافة في بلادنا، ويُثري المكتبة السعودية والعربية بالنشر العميق الذي يتدلى من أكمام التراث ويزهو بالفنون العصرية ويصنع لها متكأً؛ ويدلفُ إلى المشاركات المجتمعية فيجيدُ الوصال والوصول في كل حراك وطني مجتمعي؛ ويُعدُّ ويستعدُ في كل المناسبات الوطنية فيتدفق من منبر صالون سارة الثقافي الولاء الوطني وتُبثُّ روح التنافس للأجيال الناشئة بالبذل والتحفيز والجوائز المعززة لذلك الحراك الممنهج، وصاحبة الصالون شخصية وطنية باذخة تعانق الحدود الجغرافية فيشتاقها التاريخ وتشتاقه حيث تؤمن الأستاذة سارة الخزيم بأن الثقافة من أقوى محركات الذاكرة والإدراك ومن ممكنات تنمية الحراك الثقافي وإذكاء روح الحوارات المعرفية والثقافية واحتضان المواهب الشابة الشغوفة بالثقافة والاحتفاء بالمثقفين وتشكيل المثاقفة المجتمعية في صور لافتة جميلة! وفي مجمل الحقيقة لم تطل سنوات الأمنيات التي اكتنزتْ بها إستراتيجية الصالون الثقافي حين تأسيسه فكان الانتشارُ لافتًا والالتفاف حول الصالون ونشاطاته مبشرًا بمستقبل ثقافي وفير؛ فلقد رسم الصالون الثقافي مشاعر ودودة نحو الثقافة التي تعطي بكل سخاء ولا تنتظر العوض والمبادلة وتحاكي في برامج الصالون وأنشطته الزمن والعمر والمشهد؛ ولقد أقنعت صاحبة الصالون المجتمع المحلي بالصالون ونشاطاته فكان التفاعل مع برامج الصالون لافتًا وحيًا ولقد تربع الفن التشكيلي في مصفوفات الأنشطة فكانت الصورة البصرية مؤشرًا صادقًا على الإبداع المجتمعي الذي كان حاضرًا في الصالون ومناشطه. نعم لقد أضحى صالون سارة الثقافي حجمًا ثقافيًا يزهو بكل مقومات المد الثقافي فيتصل بالتراث العربي بأحلام وأجنحة لا تحصى وامتداد لا يعرف النهاية؛ ونتمثل بالميراث الثقافي في إستراتيجيات النشر والتأليف عند صاحبة الصالون، فالخرج في تلك المؤلفات وعود لا تغيب وقلب ينبض وعين تبصر؛ فحين تتبختر الخرج يسيل قلم صاحبة الصالون دفاقًا فتتشكل الخرج حتى أصبحت رواء وامتلاء وحيوية هذا هو صالون سارة الثقافي الذي يوقظ الإبداع تصحبه أسراب من بلابل الدوح التي تبث الشجن نحو كل ذائقة وكل ذهنية تنشد الثقافة وترتاد جداولها وكأني أرقبها وهي تؤثث للصالون الثقافي ذاكرته وتصنع له خرائط المكان والزمان، فمن المشاهد أن إنتاج صاحبة الصالون سارة الخزيم الثقافي يتشح بلغة الأماكن وأحاديثها اشيقة المثيرة التي لا يجيدها إلا من عشق مكان الوطن ووطن المكان، فلقد جعلت صاحبة الصالون الثقافي محافظة الخرج مكانًا للذاكرة من خلال احتضان الصالون لكل مكونات الخرج تاريخها ورموزها الاجتماعية الوطنية وشعرائها ومؤلفاتهم، وهي بذلك تستنطق المكان وتستجوبه ليقول كل ما لديه!
ويظل صالون سارة الثقافي يمثل كبرياء الميراث الثقافي في محافظة الخرج وامتدتْ جسوره من المحلية إلى الإقليمية وأطلَّ بزهو على العالمية، فهذا كتاب صاحبة الصالون [أفياء المشتل] الذي تشرفتُ بالتقديم له وصل للعالمية من خلال وعاء اللغة الصينية.. ولقد تبخترتْ حركة التاريخ الرحلي في الجزيرة العربية حين احتضنته صاحبة الصالون الثقافي في موسوعتها الفاخرة!
وهذا فيض قليل مما يتشح في مؤلفات صاحبة الصالون الثقافي سارة الخزيم حيث استطاعت المؤلفة أن تخرجها عن طابع الجفاف العلمي والهوامش الصارفة للنظر فأضفتْ السلاسة والعفوية على مقروئية مؤلفاتها مع المتانة والصدق.
وختامًا تخفق قلوبنا مع كل حراك ثقافي يُصنعُ في «صالون سارة الثقافي «ونرقب وثّبَهُ وسمو فكرته....
وبوحي هذا موضوعي صادق لا يقبل التجزئة ولكنه ينشدُ الانتقاء نحو صالون سارة الثقافي وكان لي شرف المشاركة في الندوة المنبرية في حفل التكريم لصالون سارة الثقافي وصاحبته الذي نفذه الشريك الأدبي لوزارة الثقافة في محافظة الخرج [بيهايف] في ليلة حفية جميلة مساء السبت الماضي، وتزينتْ الندوة حضورًا وثقافة وتقديمًا بأستاذنا الجدير القدير المثقف المحفز الأجزل والأوفى حمد القاضي.