د.عبدالعزيز بن سعود العمر
تتوجه الجامعة -أي جامعة- نحو تحقيق أهدافها المعلنة، وهي غالباً أهداف تتمحور حول تنمية المعرفة العلمية المتوافقة مع العصر (البحث العلمي)، وإكساب طلابها مفاهيم علمية، وتزويدهم بقيم ومهارات تتوافق مع مستجدات عصرهم، وفي هذا الشأن تضع الجامعة مسؤولية تحقيق أهدافها، وتفعيل رسالتها على أكتاف كوادرها العلمية والبحثية. أي أن الكوادر الجامعية أنفسهم هم قادة التطوير الجامعي، وهم مخططوه، وهم ومنفذوه ومقيموه، بل هم سقف أي تطوير جامعي. (الجامعة لا تطور من خارجها). ولا جدال أن الكوادر الجامعية لا يعملون في مؤسستهم بصفاتهم الشخصية، بل من خلال مجالس ولجان علمية وفرق بحث.
ولعل أهم أهداف الجامعة هو الحفاظ على مخرجات جامعية نوعية، مخرجات على مستوى عالٍ من المهارة والتمكن المعرفي، وقادرة على ممارسة مهارات الإبداع والابتكار والاتصال، انطلاقاً من أفق تفكير نقدي تحليلي واسع ومفتوح.
لكن ما يجب التأكيد عليه هو أنه ليس من مهام أو وأدوار الجامعة أن تعد خريجيها بالمواصفات والمقاييس التفصيلية التي يتطلبها سوق العمل، وإلا تحولت الجامعات إلى مركز تدريب لقطاعات العمل.
دور الجامعة في هذا الشأن لا يتجاوز إكساب خريجيها مبادئ وأساسيات مهنته (تخصصه)، وما تفرضه عليه تلك المهنة من قيم وأخلاقيات عمل (Work Ethics). وفوق ذلك إكسابه مهارات البحث والتفكير والتحليل والنقد الموضوعي.
دور الجامعة يتمثل تحديداً في وضع أقدام خريجيها على نقطة البداية الصحيحة للمهنة، ثم تزويده بالمهارات المهنية التي تجعله يتجاوز وعورات الطريق الطويل والشاق، كي يصل بنفسه إلى مرحلة التمكن المهني.