سليمان الجعيلان
مازال المدرب السعودي سعد الشهري يقدم نفسه كمشجع لنادٍ وليس كمدرب للمنتخب السعودي الأولمبي ينتظر ويفترض منه أن يكون على مسافة واحدة من جميع الأندية وكل اللاعبين أسوة بالمدربين السعوديين الكبار سواءً السابقين أو الحاليين أمثال خليل الزياني ومحمد الخراشي وناصر الجوهر وعمر باخشوين وخالد العطوي وصالح المحمدي وغيرهم والذين استطاعوا أن يحققوا العديد من البطولات الآسيوية والخليجية والعربية مع المنتخبات السعودية خلال فرص ومدد قصيرة في مسيرتهم التدريبية وليس كسعد الشهري الذي أخذ العديد من الفرص ولمدة طويلة كان نتاجها ونتيجتها إنجازات محدودة وبطولة وحيدة كانت في تتويج الأخضر السعودي ببطولة كأس آسيا تحت 23 سنة التي أقيمت في أوزبكستان عام 2022 فقط..
وعلى الرغم من هذه السيرة والمسيرة التدريبية المتواضعة للمدرب سعد الشهري مع المنتخبات السعودية للفئات السنية إلا أن سعد الشهري كثيراً ما يقع في المناكفات الجماهيرية الاستفزازية وما ظهوره الإعلامي الأخير ومحاولة خلق عداوة وهمية مع إعلام وجماهير بعض الأندية لوضعها شماعة لأخطائه الكثيرة وإخفاقاته المتكررة مع المنتخبات الوطنية للفئات السنية إلا صورة مصغرة تكشف مدى ما يعانيه سعد الشهري من قصور في فهم أدبيات مهنة التدريب ومهنية المدربين والتي تفرض على كل مدرب وطني ومحسوب على المنتخب السعودي ألا يلعب على وتر الميول وألوان الأندية لكسب أطراف على حساب أطراف أخرى أو بمعنى أصح لتحقيق مبدأ فرق تسد لأنها بالنهاية هي ما تنثر وتنشر الاحتقان الجماهيري والتعصب الرياضي..
وبمناسبة الحديث عن المنتخب الوطني أسأل هنا رئيس ومسيري الاتحاد السعودي لكرة القدم هل من المعقول أو المقبول أن يظهر مدرب وطني محسوباً على المنتخب السعودي الأولمبي في برنامج إعلامي حتى وإن كان على اليوتيوب ويكون كل حديثه عن أفضاله المزعومة على نادي الهلال ولاعبيه وبطولاته؟ وكذلك هل من الطبيعي والمنطقي عندما أراد أن يدافع عن نفسه في قضية مساهمته بانتقال لاعب لفريق النصر أن يستشهد بانتقال 5 لاعبين للهلال خلال فترة تواجده في المنتخب السعودي للشباب؟ وأخيراً هل هي صدفة وبريئة مقارنته مع نجم الهلال سامي الجابر على الرغم من الفارق الكبير والعريض بين سامي وسعد في مسيرتهم الرياضية وتاريخهم الكروي ؟.. وعلى كل حال كل النصراويين بل وجميع الرياضيين يعرفون ويعلمون جيداً أن المدرب الوطني ناصر الجوهر كان لاعباً مهماً في تاريخ نادي النصر ولم يكن يوماً من الأيام لاعباً هامشياً انتقل للنصر من أحد أندية المنطقة الشرقية ومع هذا كله لم يظهر ناصر الجوهر يوماً من الأيام منذ أن استلم تدريب المنتخب السعودي أن اختلق عداوة وهمية مع لاعبي وجمهور وإعلام الهلال وتقمص دور الضحية لتحقيق أهدافه الشخصية وطموحاته المحدودة ولكي يستمر في منصبه بل على العكس تماماً كان يعمل ويتعامل مع الجميع بكل مصداقية ومسؤولية ومسافة واحدة دون تمييز بين لاعب وآخر وبين نادٍ وثاني حتى استطاع أن يقدم نفسه للوسط الرياضي وللجمهور السعودي كمدرب وطني ناجح دون اللجوء للآخرين لمساعدته في تلميع مصطنع لانتصاراته وإنجازاته القليلة أو تمييع مفتعل لأخطائه وإخفاقاته الكثيرة لأنه كان يعلم ويعي أن الإعلام لا يمكن أن يصنع الأبطال وهذا ما يجب أن يعرفه ويعيه أيضاً المدرب المحلي سعد الشهري بعيداً عن إقحام لاعبي وجمهور وإعلام الهلال بعد كل فشل وإخفاق له مع المنتخب داخل الميدان لكي لا يردد ويقول المتشبعون بنظرية المؤامرة والمتشبثون بدور الضحية بعد أن يقال من تدريب المنتخب إنه بسبب لاعبي وجمهور الهلال ..