علي الخزيم
- حين قال أبو فراس الحمداني رائعته التي جَمَعَت عنفوان وشيمة الفارس المِقدام، الشاعر الفحل الذي عجز الواشون من بعض الشعراء من جلساء ابن عمه سيف الدولة للإيقاع به وإبعاده عن مجلسه؛ فإنما كان يعتز بعروبته وأصالته وفروسيته وأنَفَته وكل الخصال الحميدة لديه كعربي شامخ الهامة؛ وأقنع كل مُخالف له بثقة وشَمَم، ومنها:
وَنَحْنُ أُنَاسٌ لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا
لَنَا الصّدرُ دُونَ العالَمينَ أو القَبرُ
- والأصالة العربية والنُبل العريق لا ينقطعان بمرور الزمن وتعاقب الأجيال؛ فهي سجاياً متوارثة تَتَجدَّد وتَتَعمق بشغاف القلوب، وإن اشتهر كثير من أفذاذ العرب بالفروسية والشعر والمهارة الفائقة بالطِّراد والطِّعان للأقران من الفرسان؛ فإن فرسان الحاضر المُعاصر يَبُزون أقرانهم بحنكة السياسة وتدابير الاقتصاد والاستثمار المتقدم، وشمولية التطوير والتحديث بجودة الحياة للمجتمع وبوسائط حديثة وتقنية متقدمة، ويؤكد المعنى قول السموأل:
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلا وَكُهولُ
- وهنا بمملكة العز والعزم والإنسانية بَرَزَ فارس سليل فرسان أماجدٌ كرام؛ يُكمل خُطى الآباء والأجداد؛ يُجاهد لخير ورفعة وطنه وبلاد العرب والمسلمين كافة، لم يَدَّخر جهداً ولا مال بسبيل نهضة مملكته ورفاهية شعبه؛ ذلكم هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيَّده الله - وعضده سمو ولي العهد المُلهم محمد بن سلمان، أعز الله سبحانه شأنهما وهما يترسمان خُطى المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - والملوك الكرام من بعده، فالجهود الداخلية يعرفها ويشكرها الجميع، أمَّا الجهود والتضحيات الخارجية للعرب والمسلمين وأثناء الكوارث والجوائح دون تفرقة فهي مثار التَّلمِيح أدناه لتبيان نكران البعض من المُغرضين، ويحضرني قول السموأل:
إذا سَيّدٌ مِنا مَضَى قام سيدٌ
قؤولٌ لِمَا قال الكرامُ فَعُولُ
- فمع تجدد الأحداث بالمنطقة يَتَجَدد خوار أبواق الاسترزاق المشبوه ضد قيادة المملكة وشعبها، وكلما أُلجِمُوا بإنجاز وتطور حديث بالمملكة (أعزها الله وأكرمها عن غثاثتهم) تجدهم ينقلبون تلقائياً لمحور وموضوع مُفتعل جديد؛ أو بَعث مسألة تنابحوا خلالها قديماً؛ وهم لا يتعبون طالما أن مصدر الاسترزاق بالكرامة وامتهان الذات مستمر يجلب لهم المال والهدايا، فيبدو - والله أعلم - أن وراءهم لجاناً إلكترونية حزبية وطائفية ذات إستراتيجية مُنظَّمة يقوم عليها مشرفون حاقدون أو متقاعدون من ذوي الخبرات السابقة.
- ومع أصداء الأحداث وتَعَاقُب أخبارها تُردِّد تلك الأبواق اتهامات لقيادة المملكة - حماها الله من شرورهم - بالتقصير وعدم الالتفات لمن يحتاجون عونهم ومؤازرتهم في أزمتهم تلك، والعجيب أن مُفردات بثنايا الأخبار ذاتها تُكرر - كمثال - مُسمَّى الحَي السَّكني السعودي الحديث في غزة الذي شُيّد بكامل منازله ومرافقه على حساب المملكة العربية السعودية؛ وكذلك المراكز الصحية والنَّفقات الأخرى المتعددة التي يطول حصرها؛ فهم لا يلتفتون لها لغرض مشبوه بأنفسهم، وبالمقابل فهل يُثبتون وجود أي مشروع إنمائي أو برنامج إغاثي يَخدم هناك على نفقة تلك الدولة (وأخواتها) التي يُمجّدونها على مدار الساعة؟
- وباختصار: فلنا التَّميّز والصَّدارة والصَّبر؛ وكما هي صفات الناجحين بعدم الاستماع لنعيق البوم والغربان!