سهم بن ضاوي الدعجاني
القمة السعودية الإفريقية والقمة العربية والإسلامية، هذه القمم هي امتداد لسياسة المملكة العربية السعودية الواعية بظروف المرحلة الراهنة، لتؤكد للعالم أن الرياض مركز للقرار السياسي على مستوى الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، ولا شك أن تلك القمم هي لصناعة القرار على كل المستويات الإقليمية والعالمية، فقد كانت تلك القمم التي عقدت في الأيام الماضية، لبحث سبل وقف الحرب والإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتوفير الحماية المطلوبة للمدنيين الفلسطينيين في ظل استمرار وحشية الجيش الإسرائيلي، الذي ما زال يواصل همجيته لإزالة غزة من الوجود، ويكفي تلك الوحشية والهمجية أنها طالت طواقم الأونرا ومنشآتها بالقدر نفسه الذي تعرضت له كل غزة، والمملكة لم تقف مكتوفة اليدين تجاه هذه الوحشية المتجددة من قبل الجيش الإسرائيلي تجاه المدنيين العزل والأطفال ومؤسسات المجتمع المدني والمنشآت الصحية في قطاع غزة تحت أنظار العالم، وهذا ما تشهد به شاشات القنوات التلفزيونية على مدار الساعة حتى تحولت تلك الشاشات إلى «نوافذ رعب» و»بوابات جحيم» وأصبحت الأسر تبعد أطفالها عن تلك المناظر الهمجية والعدوانية من قبل آلة الحرب الإسرائيلية، كما أن المملكة لم تصمت تجاه هذا كله بل كان صوتها صوت الحق والعدل عاليًا في كل قنوات التواصل الاجتماعي من أجل غزة و»أطفال غزة»، ومن تلك المواقف الإنسانية للمملكة إطلاق الحملة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني، والتي كسرت الرقم القياسي لأعلى حملة تبرعات شعبية سعودية على مدار التاريخ، حيث كان الرقم القياسي السابق لصالح الحملة السعودية لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا، إضافة إلى أن الحكومة السعودية تتكفل بتكاليف كوادر ومرافق وتجهيزات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بعكس المنظمات الإغاثية العالمية التي تقتطع جزءًا من التبرعات لصالح دفع التكاليف التشغيلية لتلك الحملات الإنسانية.
هذه القمم على المستوى السياسي هي «منجز سعودي» عظيم في وقت وجيز لأهداف إنسانية عالمية تترجم «العدل» تجاه الإنسان الفلسطيني في «قطاع غزة» لإيقاف العدوان الإسرائيلي الهمجي ومساعدة الشعب الفلسطيني في هذه الأزمة والوقوف بجانبه، بعيدًا عن المزايدات السياسية والفقاعات الإعلامية، إنها السعودية «مملكة الإنسانية» ودولة «حقوق الإنسان» ويد الخير التي تمتد لكل مكان على وجه الأرض.
السؤال الحلم:
متى يتوقف هذا الدمار الهمجي التي تقف خلفه السياسة العدوانية للحكومة الإسرائيلية؟ متى؟، متى؟ سيقف فقط إذا أذعنت أمريكا إلى صوت العالم الحر وصوت السلام، هنا تصبح قرارات المنظمات العالمية على مختلف ألوانها «نافذة» على أرض الواقع، من أجل قيمة الإنسان على هذا الكوكب، وبهذا فقط يقتنع أبناؤنا وأحفادنا بأن دم الإنسان غالٍ وثمين وأن تلك المنظمات العالمية تهدف إلى حفظ كرامة الإنسان في أي موقع على خارطة هذا العالم الملتهب بوحشية وهمجية الجيش الإسرائيلي والدعم الأمريكي غير المحدود.