سالم بركات العرياني
ومضى يلوم الخريف
عجوز في الخريف من العمر
يخشى اللحود وبيوت الدود
وكان كالطائر الحزين
مكسور الجناحين ولكن
رحل بعيدا خلف الأبواب
والشبابيك... والنور الخافت من
المصابيح حيث المدينة تشرب
الماء بكل مرارة
في كل ليلة شتاء ممطرة
وتكتسي بمعطف قديم
على قارعة الطريق.... يالهذه
المدينة المهجورة الصغيرة
كأنها ببطن أوديب
أو تنفست مثل عشتار رحيق البلابل
والطيور وعلى رصيفها الوحيد
ثلة وحثالة من حمالة الأحجار
والحطب... وفي الصيف
شمس كشمس أورانوس
تحرق الأكتاف كما الرؤوس
ضؤوها مثل ضياء جهنم
عند الرمق الاخير...
وتكسرت عند الظهيرة
أعمدة الانارة فصار الضياء
يعانق الضياء كأنهالم تشرق
قبل اليوم إلا قبل الف عام
حينما كتب هيرودت التاريخ
واليوم....
صار الربيع بلا لون في
مدينة اسمنتية سكنها
الان بو.. أو ظهرت مدينة جديدة.
تنتمي لمنتصف التاريخ
ليس بها طعم الربيع
والسماء بها تحمل السحب
من قطب إلى قطب
ومن أقصى الجنوب الأول
إلى أقصى الشمال
لاشي سوى لينور والغراب
على التمثال اليوناني القديم
الضارب في القدم
منذ اصطفاف البشر
ساعة المحشر
أو منذ نزول أدم
شمس تجلب الضياء اللامع
بخطين متعاكسين
الأول على كف عفريت
والآخر بيد راهب أودع
اليه سر حلولي قديم
على شكل نهر يجري خلاله
منذ عقد من الزمان
منذ عام ونيف... يقطن السر
النهر الدفين والراهب
العاشق المجنون بجوار تمثال
قديم.