د.عبدالعزيز الجار الله
يتسابق العديد من الوزراء والمفكرين الإسرائيليين في إطلاق المبادرات والمشروعات تجاه مستقبل قطاع غزة من خلال تفريغها من الفلسطينيين ابتداءً من:
إعلان الحكومة الإسرائيلية في بداية حرب فلسطين (غزة) أكتوبر 2023 العمل على تهجير سكان غزة إلى سيناء مصر، وإلى الأردن، مروراً برغبة وزير التراث الإسرائيلي في إلقاء قنبلة نووية على غزة، إلى آخر المبادرات التي تمثِّل صيغة أخرى من التهجير القسري لسكان غزة وتوطينهم في دول العالم، حيث قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يوم الاثنين 14 نوفمبر 2023م: أرحب بمبادرة عضوي الكنيست رام بن باراك، وداني دانون، للهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم. وقال وزير المالية: (هذا هو الحل الإنساني الصحيح لسكان غزة والمنطقة بأكملها بعد 75 عامًا من اللاجئين والفقر والمخاطر، معظم سكان غزة هم الجيل الرابع والخامس من اللاجئين الـ48، الذين بدلاً من إعادة تأهيلهم منذ فترة طويلة على أساس شخصي وإنساني مثل مئات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم؛ تم احتجازهم كرهائن في غزة في الفقر والاكتظاظ، وفي كيان يعتبر رمزًا للرغبة في تدمير دولة إسرائيل وإعادة اللاجئين إلى يافا وحيفا وعكا وطبريا، وتقديم دعم مالي دولي لتطبيق مبادرة إجلاء سكان غزة؛ وأن إسرائيل ستكون جزءًا من هذا الدعم. (وكالات الأنباء العالمية).
إذن صيغة التهجير: الأولى أعلنتها حكومة نتيناهو أثناء هجومها على غزة 8 أكتوبر 2023 ، حيث كشفت عن نيتها تهجير سكان غزة إلى سيناء، والأردن، لحين الانتهاء من تدمير أنفاق غزة، وجوبهت هذه الدعوة بالرفض من مصر والأردن والعرب ودول العالم، ثم إلقاء قنبلة نووية على غزة، واستهجنها العالم من وزير في الحكومة واعتبرت اعترافاً رسمياً لامتلاك إسرائيل للسلاح النووي، لتأتي الآن 14 نوفمبر 2023 على لسان وزير المالية (التهجير الطوعي) للفلسطينيين من أجل تفريغ قطاع غزة من سكانه واحتلاله، بهدف ضمان أمن وسلامة إسرائيل.
يتحدث وزراء التطرف اليهودي وكأن فلسطين قطعة من الكعك الهش، أو الجبن الطري قابل للتقسيم والطي والتفريغ، ويتجاهلون حقيقة أن الصراع هو صراع: إسلامي - يهودي. يبلغ تعداد المسلمين نحو (2) ملياري شخص مسلم، أو صراع: عربي - يهودي. يبلغ تعداد العرب نحو نصف مليار شخص عربي، يقابله تعداد (14) مليون يهودي حول العالم، تساندهم فقط بعض الحكومات الغربية، وليس الشعوب الأوروبية والأمريكية. ونسوا - اليهود - أن تاريخهم أقليات صغيرة في بحر القارة الأوروبية عاشوا على هامش حضارات القارة العجوز مئات السنين. أيضاً نسوا أن الفلسطينيين تجاوزوا مرحلة التهجير، والعودة للمخيمات ومدن الصفيح، أو تهجيرهم إلى دول بعيدة عن وطنهم، وجعلهم يعيشون في الغربة مشردين بلا وطن. وهذا هو الفارق وسر تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، واستمرار المقاومة.