سيف الشويلعي - واس - الحائط:
زار صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل في محافظة الحائط أمس المواقع الأثرية جنوب المنطقة، يرافقه مدير فرع هيئة التراث بالمنطقة الدكتور يحيى الفريدي، وعدد من المرشدين في مجال الآثار.
وبدأ سموه جولته بزيارة للمنشآت الحجرية في قاع السباق وراطا والمنجور «بالشويمس»، التي تعد من أهم المواقع الأثرية في المملكة ويعود تاريخها إلى أكثر من 14 ألف سنة قبل الميلاد، ضمن المواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي «اليونسكو» وتضم أكبر مجموعة من الفن الصخري وأكبر متاحف التاريخ الطبيعي في العالم وتتجاوز مساحتها 50 كيلو متراً مربعاً، بالإضافة إلى النقوش والكتابات الأثرية المنحوتة على الصخور الصلبة ويعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتكثر في الشويمس الكهوف وآثار البراكين ويتجاوز طولها أكثر من 2 كيلو متر وارتفاع يصل إلى ثمانية أمتار وينخفض حتى يصل 800 متر تحت الأرض، وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 2015.
كما زار سموه القرية التراثية في محافظة الحائط التي تُشكّل نواة للمحافظة قديماً، وتضم مسجداً تراثياً وسوقاً شعبياً ومنازلَ كانت تستخدم للإدارات الحكومية والمدارس قديماً، وتعد في الوقت الحاضر مركزاً سياحياً جاذباً للسياحة والاستثمار.
واختتم نائب أمير المنطقة جولته بزيارة الموقع الأول والثاني لنقوش صخرية تعود للملك البابلي نابونيد في منتصف القرن السادس قبل الميلاد ويتكون من نقش على إحدى الصخور البازلتية يُجسّد الملك البابلي ممسكاً بيده الصولجان، وأمامه عدد من الرموز الدينية، وكذلك وجود نص مسماري يصل العدد التقريبي لسطوره إلى 26 سطراً، ليعدّ بذلك أطول نصٍ كتابي يُعثر عليه حتى الآن في المملكة، ويمثل موقع «الحائط» المعروف قديماً باسم «فدك» موقعاً مهماً في شمال غربي الجزيرة منذ الألف الأول قبل الميلاد، حيث وُجدت على جنبات جباله مجموعة من الرسوم والنقوش الصخرية والكتابات الإسلامية المبكرة، إضافة إلى احتواء الموقع على مجموعة من القلاع والحصون والأسوار والمنشآت المائية التي تعطي بُعداً آخر لأهميتها الحضارية.