أحمد المغلوث
منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه والمملكة وضعت كل إمكاناتها في خدمة فلسطين. ولقد تعلمنا ونحن على مقاعد الدراسة الابتدائية ما حدث لفلسطين التي كانت «مملكة قبل وعد بلفور المشئوم عام 1917م وكانت أيامها مدنها المختلفة عامرة وتتنامى يوما بعد يوم، بل إن الصور التاريخية كانت صوراً عادية أم ملونة أو حتى أفلاما سينمائية جميعها تؤكد على ما كانت تعيشه مملكة «فلسطين» من تطور وازدهار في ذلك الزمن. ولكن في هذه الحالة وحسب ما تشير إليه كتب التاريخ: سيطرت بريطانيا على المنطقة المعروفة باسم «مملكة فلسطين» بعد هزيمة الأمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم هذه المنطقة من الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى. ومن سوء الحظ كانت تقيم في فلسطين أقلية يهودية وغالبية عربية. ويوما بعد يوم تنامت التوترات والمواجهات بين الجانبين عندما منح المجتمع الدولي لبريطانيا مهمة تأسيس وطن لليهود وتجميعهم من دول العالم بدعم من جمعيات يهودية كانت تتميز بالثراء الفاحش في ذلك الزمن مع تأثيرهم الكبير في بعض الدول الكبرى وقياداتها خاصة أمريكا وبريطانيا في ذلك الوقت وبالتالي تحقق الحلم اليهودي للعودة لأرض أجدادهم وكذلك الأشقاء الفلسطينيون أصحاب الأرض وهنا عارض العرب هذه الخطوة الجائرة كونهم أصحاب الأرض.. وإذا كان الأشقاء في فلسطين والأمة العربية أصيبوا بنكسة كبيرة أمام تحديات ومواجهات تقودها قوى عظيمة مدججة بمختلف الأسلحة متسترة خلف «إسرائيل» بدعمها وحمايتها بل القيام بدور فاعل في المواجهة مع القوات العربية التي تراجعت قدراتها أمام القوات الخارجية وحدث ما حدث وباتت فلسطين الحبيبة في أحضان الاحتلال المشؤوم. ومثل ما حدث لفلسطين راحت دول الاستعمار تمد يدها المدججة بالسلاح لتستولي على العديد من دول العالم في الشرق والغرب واضعة نصب عينيها الاستيلاء على ثروات الدول التي استعمرتها... ومع الأيام سرعان ما استطاعت كثير من الدول المستعمرة بعدما استجمعت قواها وتنامت قدراتها مع وعي شعوبها وبعد حروب ومواجهات استطاعت العديد من الدول التخلص من عنكبوت الاستعمار المشين.. وتحررت بفضل الله ثم بقدرات شعوبها وتضحياتهم لعقود. وها هي فلسطين التي ما زالت تحلم بالحرية كاملة بدءا بالقدس ووصولا لغزة المنكوبة التي أثارت قلوب مئات الملايين في مختلف دول العالم بعدما اكتشفت مؤخراً كيف عانى شعبها طوال الـ 75 سنة الماضية من جبروت الاحتلال وشاعة انتقامه وتعبيره الإجرامي وقصفه المستمر وتضحيته بكل من يقيم داخل المساكن والمجمعات والمدارس والمستشفيات فراح يضحي بالآلاف من المواطنين العزل من أجل الرغبة في الانتصار وتأكيد قوته وقدراته المشبعة بالدعم الأمريكي المنحاز الذي انكشف أمام أنظار المليارات من المشاهدين للأخبار الذي باتت تصل لكل الناس في زمن القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي التي وضعت النقاط على الحروف وبات كل شيء مشاهد مباشرة. وراح الملايين يرددون خلال مظاهراتهم عبارة «الحرية لفلسطين» بل لم تتردد شعوب الدول الكبرى أن تكتب ذلك. في بوسترات ولوحات حملوها. الحرية لفلسطين هذه العبارة التي هي حلم ليس للمواطن الفلسطيني ولا العربي ولا المسلم بل لكل شعوب العالم الذين أبكتهم المشاهد والمجازر بصورة بشعة. فهل يتحقق ذلك: لا للاحتلال والحرية لفلسطين.