عبده الأسمري
*يمضي الإنسان متنقلاً ما بين فصول العمر وسط دوائر الزمن في ظل ربيع مزهر ينعم فيه بالصحة والاستقرار والخير ونحو خريف منتظر يواجه خلاله المحن والظروف والمتاعب وما بين الاتجاهين تتباين طاقات البشر ما بين رضا وعرفان أو سخط ونكران حينها تظهر كفاءة الإنسان في التكيف الحقيقي مع المتغيرات والتواؤم الواقعي مع التبدلات والتي تقتضي أن يمتلك معاني الإيمان الذي ينقله من متاهات «الأنين» إلى دروب «اليقين».
*ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي «نتاجاً» لتخطيط «مؤدلج» تقوم عليه «مافيا» تستهدف العقول وتوجه سموم «التضليل» إلى الأسر والتي تصنع من ميادينها «الأجيال» تحت راية التربية ونحو غاية التفوق وسط وجود مخططات تعمل منذ زمن طويل لتوجيه سهام «التنفيذ» نحو «العلم» وهو ما ترتقي به الأمم و»الأخلاق» وهي ما تسود بها المجتمعات من خلال خطط مدمرة ودقيقة يقوم عليها «الأعداء» عبر حرب فكرية تنثر «كتائبها « عبر التقنية لتحقيق شعارين رئيسيين وهما المال مقابل الانحلال والهدم أمام القيم.
*الإعلام هو «الواجهة» المضيئة و»الوجه» الساطع الذي يعكس «إشعاع» الواقع إلى كل الاتجاهات وفي وطني الحبيب لا يزال هنالك «خلل» مزمن يقتضي الحل الشافع والفعل النافع لتنقية القطاعات الإعلامية من الرعونة المهنية فما نراه في بعض القنوات السعودية والأخرى المحسوبة علينا إفلاس بمعناه العام والواضح والجلي فلا جديد لدينا فالشخصيات المحنطة والمبروزة تحت طائلة المجاملات تتصدر المشهد الحواري والأخرى القادمة من منحدرات «اليوتيوب» و»السناب» تتحول إلى تسيد منصات «التقديم» والأخيرة التي جاءت بتأشيرات «شلة البلد» تتسيد المناصب ولو رأينا بعض القياديين في قنوات معينة أو مواقع معنية لوجدناهم هابطين بقرار مجاملة أو شور صداقة,
.. لذا فأين نحن من الاحتراف وماذا سنقدم في المستقبل؟
*لا تزال هنالك بقايا وجذور للعصبية القبلية والعنصرية المقيتة واللعب على «أوتار» الاعتزاز القبلي الذي يعد حقاً لكل القبائل على وجه السواء وفق الحدود وأمام المعقول ووسط المسموح .. فالكل يعيش تحت مظلة الدولة ووفق قراراتها وأمام أنظمتها وعندما فرض النظام كلمته وعقابه على زبانية «الكفر بالنعم» الذين كانوا يغسلون أيديهم بالعود ويحولون القاعات إلى مسارح من الاستعراض بالأكل والتلاعب بالنعم غابت تلك «الصور البشرية المشوهة» وبعد أن فرضت التقنية محركاتها عادت المقاطع من جديد وهي مكمن خطير ومجال أخطر للتسيب السلوكي الذي حان حسابه حتى لا تتزايد تلك المشاهد البائسة والتي ستكون ميداناً للسوء والتباهي والسخرية واتجاهاً إلى التغطرس والغرور وأما الحقيقة فإن العز الحقيقي والفخر الأحق بما تم تقديمه للدين والوطن والبشر من عوائد وفوائد.
*نجحت الكثير من الوزارات في عطاءاتها بعد أن رأينا «الوزراء» يداومون بلا بشوت أعاقت حركتهم وبلا مواكب صادرت تواضعهم وجعلت البعض منهم يخصص وقتاً للتصوير اليومي في كل اتجاه قبل دخول مكتبه ..لذا فإن هذا النجاح كان برؤية القيادة الرشيدة التي اختارت «نخبة وزارية» متجددة مع أهمية الارتهان لأصحاب الخبرة وقد اعتمد الوزراء الناجحون على اختيار فرق العمل بدقة بعيداً عن «المحسوبيات» التي عرقلت التنمية وأعاقت النهضة لسنوات مضت ومن خلف تلك النجاحات كانت هنالك «كتائب» سرية وعلنية تبتر جذور الفساد وتمهد الطريق أمام الوزير للمضي بقافلة وزراته نحو النجاح وحتى يتحول النجاح إلى تفوق وتميز وانفراد يجب أن يكون هنالك تقليل في الظهور الإعلامي إلا في المستحق ظهوره مع أهمية أن تتجه الوزارات وأن تدقق في كل الاتفاقيات والشراكات والاجتماعات التي عقدتها ماضياً وأن تخصص لجاناً وفرق عمل لدراسة المنجز والمتعطل منها لأن السير باتجاه الأمام يقتضي أن يكون الطريق مفتوحاً وبدون عراقيل ومن المهم أن تكون هنالك هيئات استشارية لكل وزارة يتم اختيارها بعناية تامة من داخل وخارج الوزارة مطعمة بأصحاب الخبرة والشباب لتقدم الحلول الواضحة وتكون عوناً للوزراء في أعمالهم وسنداً لهم في تحقيق الجودة والإجادة والإفادة والاستفادة.