هناك كم هائل من المعلومات تزداد يوماً بعد يوم عبر الإنترنت والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في كافة المجالات المختلفة، مع هذا الكم صرنا نشهد تسرب المعلومات المضللة التي أصبحت وسيلة استغلال لأهداف متعددة لعل من أبرزها التضليل والتغرير والخداع والاحتيال المادي، عبر الكلمة والصورة، الذي زادت نسبته أكثر مع ظهور الذكاء الاصطناعي.
لقد أعطت التكنولوجيا اليوم المعلومات المضللة سرعة للخداع مما تعاظم حجمه وامتداده على نحو كبير، وأصبح نشر الأكاذيب والإشاعات والتلفيق والتحريف متاحاً للجميع، الذي أدى إلى تزييف الحقيقة التي توجد الحيرة المفرطة، وخاصة إذا هجم على الذاكرة وراح يرسخ هذا التزييف على أنه مقاوم للتصحيح، ويجعله أكثر تأثيرا من خلال التكرار الذي يسعى الى شيوعه بشكل واسع من أجل جعله قابلا للتصديق، وهو فخ وقع فيه الجهلاء والمتعلمون.
هذا يجعلنا نعود إلى مقاربة قد تبدو مستغربة، كنا في الماضي نعاني من أثر الشعوذة والسحر بشكل كبير إلا أنه في عصرنا الحاضر انحسرت نوعاً ما وبقيت في حدود ضيقة لدى بعض الجماعات والأفراد الذين يقومون بقراءة الكف والتنجيم لمعرفة المستقبل، فيصطادون من يبحث عن الأوهام والخرافات مقابل المال. ولكنها عادت هذه الشعوذة والسحر مع الأسف من جديد عبر بوابة المعلومات المضللة في عصرنا وأصبحنا نعيش واقعا مشابها لما حصل في الماضي، ولكن هذه المرة ليس بطريق مباشر بل بوسائل خفية فيها التضليل والاحتيال والخداع في كافة صوره، لقد استغل الانتهازيون هذا التطور والتقدم في الإنترنت والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.