د. عيسى محمد العميري
تثبت يوماً بعد يوم السعي الحثيث للمملكة العربية السعودية جهودها المستدامة في تطوير المملكة على جميع الصعد فيها، وآخر تلك الجهود هو مؤتمر المرأة في الإسلام الذي أقيم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بجدة (غرب السعودية) والذي أقيم قبل فترة تحت شعار «المرأة بين المكانة والتمكين والذي خرج بتوصيات تمثل توافقاً حول الحقوق الريادية التي منحها الإسلام للمرأة والمكانة التي تحظى بها في الإسلام، تم تضمينها في وثيقة بعنوان «وثيقة جدة للمرأة في الإسلام»، التي ستكون مرجعية قانونية وتشريعية وفكرية تسهم في تحقيق التمكين للمرأة في الدول الإسلامية. والذي لقي إشادات متعددة على أكبر المستويات من المراقبين للشأن الاجتماعي في المنطقة والعالم. وهذا المؤتمر الذي أبرز تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمرأة، وإبراز دور الإسلام في حفظ حقوق الإنسان والمرأة منذ القدم. ولقد كان المؤتمر الذي شارك به وفد من علماء الدين الإسلامي من حكومة «طالبان» في مؤتمر المرأة في الإسلام. وفي هذا الصدد يتوجب علينا هنا الإشارة إلى ما نوه به معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المكلف بمتابعة التوصيات الواردة في وثيقة جدة، بحيث تصبح الوثيقة الصادرة عن المؤتمر مرجعية، ومتاحة لكل المنظمات الدولية والإقليمية للاستناد إليها عند الحديث عن حقوق المرأة في الإسلام، وهو ما سيجعل منظمة التعاون تستفيد منها في كل تحركاتها على المستويين الإقليمي والدولي، وتنظيم مؤتمرات في الإطار ذاته. ولايفوتنا أيضاً هنا القول بأن قيام المشاركين بتثمين المُناقشات الفاعلة والثرية التي أكدت على تميز الإسلام في مجال حقوق المرأة المسلمة تأصيلاً وتطبيقاً، الذي من شأنه تصحيح سوء الفهم لدى البعض لحقوق المرأة ومكانتها في الإسلام، والرد على الشبهات والمغالطات المثارة التي تدعي أن الدين الإسلامي ينتقص من مكانة المرأة ومن حقوقها، مؤكدين ضرورة زيادة الوعي والتثقيف لدى المجتمع بحقوق المرأة وضمان حصولها وممارسة حقها الكامل في التعليم والعمل وتوفير الحماية الشاملة لها ضدَّ الممارسات والعادات والتقاليد البالية التي تعرضها للظُلم، وأهمية تعزيز مشاركتها في صنع القرار في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات. من هنا ومن هذا المنطلق يجب علينا لزاماً الإشادة بجهود القائمين على مؤتمر تمكين المرأة في المجتمعات الإسلامية الذي رعته المملكة عى أعلى المستويات في المملكة وهو الأمر الذي سيترك آثاراً إيجابية كبيرة. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي