محمد بن علي بن عبدالله المسلم
كعادة المملكة سباقة لكل ما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية، قامت بالدعوة لقمتين مهمتين العربية - الإفريقية والعربية - الإسلامية وجمعت خلال فترة قصيرة 57 دولة لمناقشة الهجوم الوحشي والبربري على المدنيين ولم يستثنى الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، كما تمادت بضرب المستشفيات والمدارس في القطاع وقطعت سبل الحياة من ماء وكهرباء وغذاء، بل الأدوية ومنعت أي مساعدات تدخل القطاع، بل عطلت المستشفيات.
مما دعا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد إلى دعوة عاجلة لعقد مؤتمر عربي - إفريقي وإسلامي لمناقشة كسر هذا العدوان والحصار اللا إنساني أو بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أوروبا وغيرها مثل كندا واليابان والهند بالمال والسلاح والمساندة في المنظمات الدولية ورفض وقف إطلاق النار..
لذا عقدت القمتان يومي 11 و12 نوفمبر 2023 بالرياض للتوصل إلى حل موحد وفاعل بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة الذي دخل شهر الثاني، هذا العدوان ليس بجديد على دولة الاحتلال الصهيوني ولا على الولايات المتحدة التي تساعد الكيان الصهيوني بالمال والعتاد والتقنية وبالجنود.. فقد سبق وأن قامت بعدوان مماثل عام 2008 (سيتم التحدث عنه في آخر المقالة).
وتهجير أكثر من مليون فلسطيني إلى جنوب غزة ومنع دخول المساعدات اللا إنسانية والطبية، وبعد عدة اجتماعات ومشاورات اتفق المجتمعون وصدر البيان الختامي للمؤتمر الذي نشر في وسائل الإعلام المختلفة وملخصه:
- إنهاء معاناة الأطفال والنساء وكبار السن.
- محاسبة منتهكي القانون.
- رفض تهجير الفلسطينيين.
- وقف إطلاق النار ودخول المساعدات.
- التأكيد على حل الدولتين والتمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002.
- إدانة التدمير الإسرائيلي الهجمي للمستشفيات.
- رفض أي طروحات لفصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
ولمتابعة هذه القرارات قرر المؤتمر تكوين لجنة متابعة سداسية تشارك فيها المملكة وإندونيسيا (من دول مجموعة الـ 77) وكل من الأردن، مصر، قطر، تركيا، نيجيريا، وفلسطين).
وموقف المملكة الداعم لفلسطين ليس بجديد فقد بدأ منذ عهد الملك المؤسس (رحمه الله) فقد قدمت المملكة 155 شهيداً عام 1948، وتم وقف البترول مرتين، إضافة إلى المشروعات التعليمية والصحية، والبنية التحتية والأمن الغذائي وغيرها، فالمملكة دولة مبادئ لا دولة شعارات..
اللافت في هذه الأزمة دعم أمريكا (الولايات المتحدة) لهذه الحرب وبكل قوة ومعارضتها لوقف القتال الهجمي للفلسطينيين، بل المساعدات المالية والأسلحة والجنود (كما لو كانت حربا على إحدى الولايات) وإن كان ليس غريباً لتشابه الدولتين لقيامهما على أكتاف مواطنين سابقين في الدولتين فأمريكا قامت بقتل نحوه 100 مليون من السكان الأصليين لتقيم دولتهم، كما أنها استعبدت مواطنين إفريقيين وأذاقتهم منتهى الذل والمهانة وعاملتهم كالحيوانات في البواخر التي أقلتهم من مواطنهم لتبيعهم في الأسواق. فالولايات المتحدة دولة عنصرية استعمارية تعيش على الحروب، محتلة وديمقراطيتها من ورق وليس كما تدعي دولة مؤسسات اليهود والصهيونية (الماسونية). وقضت معظم عمرها في الحروب والاعتداء على الدول الأخرى.
ومحاربتها للإسلام والسنة والتفريق بين المسلمين وخلق الإرهاب من القاعدة إلى الخميني وداعش ودعم الأخونجية الإرهابية والربيع العربي، الحزب السياسي الذي أسسته المخابرات البريطانية، الذي ما زالت آثاره وتبعاته موجودة في مصر وسوريا وليبيا وتونس... كل ذلك باسم دعم الحرية والديمقراطية والذين هم منها براء..
غزة في أزمة
هذا عنوان كتاب للكاتب المعروف نعومي تشومسكي (معارض لسياسة أمريكا الخارجية)، «تأملات في الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين» صادر عام 2011 والكاتب ايلان بابه.
يقول نعومي: تعارض غالبية عظمى من الأمريكيين سياسة حكومة الولايات المتحدة، وتدعم الإجماع الدولي على حل الدولتين «الخطة السعودية».. ما عدا الولايات المتحدة وإسرائيل.
كما جاء في الكتاب: عندما استولت إسرائيل عام 1948 على ثمانين في المائة من فلسطين، فعلت ذلك من خلال الاستيطان والتطهير العرقي للسكان الفلسطينيين الأصليين..
يقول نعومي تشومسكي: شن الأمريكيون - الإسرائيليون يوم السبت 27 كانون الأول ديسمبر 2008 آخر هجوم لهم على الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم.
الكتاب شيق ويعبر عن وجهة نظر مخالفة لرأي السلطة الأمريكية وإسرائيل المتعنتة (والذي تديره الـ CIA والبنتاجون والرؤساء الذين تنتخبهم الماسونية)، والذي يرفض الحلول السلمية للاحتلال الإسرائيلي ويعطل أي قرار في الأمم المتحدة لصالح حل القضية.
باختصار
- قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} (الحج، آية: 38).
- أحداث غزة الحالية والسابقة تخطيط مسبق وبعمل كبير في المنطقة، وتنفيذ خطط سابقة لتجهيز المواطنين... من غزة عن طريق الإبادة والتجويع والقتل والتشريد.
- تجميع الأساطيل أمام غزة، وأحداث آلات الحرب وجنود المارينز لعمل كبير في المنطقة.
- لأول مرة ظهور مظاهرات ضد الحرب اللا إنسانية (وبشكل كبير) في الولايات المتحدة ودول أوروبا ودول أخرى.
- بقدر ما أظهرت الحرب أعداء الفلسطينيين بقدر أكبر ظهرت تأييداً قوياً عالمياً.
والله الموفق.