منى السعدي
يتساءل البعض هل ردات الفعل مرتبطة بالضغوط التي نعيشها أم هي مرتبطة بالطبيعة الفسيولوجية للأفراد؟ ولماذا أحيانًا تكون ردات الفعل مبالغًا فيها؟
نقابل في مسيرتنا الحياتية العديد من الشخصيات منها العاطفي والحساس والعصبي والمرح وقوي الشخصية وضعيف الشخصية وهناك من لا يهتم بما يدور حوله، ونحتك بهم من خلال العمل والدراسة أو علاقاتنا الاجتماعية والأسرية.
يمكننا تعريف ردة الفعل بأنها: استجابة حركية أو حسية انفعالية نتيجة مثيرات العالم الخارجي التي يلتقطها الإنسان عبر الإدراك الحسي.
أما علم الفسيولوجيا فهو «العلم الذي يدرس العلاقة بين السلوك والأعضاء من أجل إيجاد تفسير فسيولوجي أو عضوي للسلوك الإنساني». ويدور علم الفسيولوجي حول فهم كيف يحافظ الجسم على حالة مستقرة ويتكيف مع الظروف الخارجية.
وتختلف ردات الفعل من شخص إلى شخص آخر، فهناك من لا تؤثر فيه الكلمة التي تقال له بل يستقبلها برحابة صدر وبحسن نية، وهناك من يحمل الكلمة على أسوأ الاحتمالات بسوء ظنه، ومن خلال فهمه للكلمة التي قيلت أو الفعل الصادر من شخص تجاهه تكون ردة فعله.
نحن بشر قد يصيبنا ما يصيب غيرنا من الضغوط والمشكلات، لكننا نختلف في تحكمنا بانفعالاتنا، وانعدام ضبط النفس يؤدي إلى الغضب الذي يعتبر في علم النفس شكلًا من أشكال ردات الفعل، والغضب لا يغير شيئًا في حياتنا قد حصل، ولن يعيد من رغبنا في عودته، بل يفقدك لذة اللحظة والاسترخاء.
لا تُذهب حياتك في معارك يومية عابرة أنت الخاسر الأول فيها من ناحية تعاملك السلبي لها، عالج الأمور بهدوء وتَبَصُّر لتفتح لك الأبواب المشرقة التي لا تراها وأنت منفعل، ومن الطبيعي أن يكون لكلِّ فعلٍ ردّة فعل، إنّما ليس من الطبيعي أن تكون الأفعالُ في غالبها مبنيَّةً على ردّات فعل ضارة على نفسك وعلى محيطك، ونستدل على ذلك بقوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}.
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، واحرص على الاتزان والتحكم في ردود انفعالاتك، وكن حذرًا أن يغلبك التوتر والقلق وتقلّب المزاج في تعاملاتك حتى لا يؤدي ذلك إلى ظهور ردود أفعال لا تليق بك وتتحمل أنت مسؤوليتها.
تقودنا أنفسنا دائمًا لنتمعن فيما يدور حولنا، والانضباط الانفعالي وفن التعامل مع الآخرين لابد أن يكون جل اهتمامنا، نحصد منها ما تسعد به أنفسنا، ونصدر للغير ما يحتاجه منا.
وفي الختام علينا أن نتحكم بردود أفعالنا وأن نعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتصبر يصبره الله) وأن نعوّد أنفسنا على ذلك حتى تصبح شمعة براقة بداخلنا.